رحم الله الدكتور سامي عبد العزيز، أستاذ الإعلام والعلاقات العامة والإعلان، وعميد كلية الإعلام الأسبق، كان أستاذًا بمعنى الكلمة، ويملك أدواته، وترك بصمة مع عدد كبير ممن تخرجوا في تلك الكلية العريقة.
كان المدرج الواحد في الدور الرابع لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية لا يتسع لمكان في محاضرة الدكتور سامي، رحمة الله عليه.
عندما خانني نظام الثانوية العامة في الالتحاق بكلية الطب، لم أفكر في أي كلية عملية أخرى، وقررت أن أدخل كلية الإعلام، وأمّني نفسي بالعمل في بلاط صاحبة الجلالة (الصحافة).
وقررت أن أعيش في الكلية! فهي لا تحتاج إلى حضور ولا انصراف، وكل الحكاية مذاكرة آخر شهر، وفي النهاية النجاح بتقدير جيد، وهو التقدير الشعبي وقتها.
عشت حياتي في ملاعب الجامعة، من كرة قدم إلى طائرة وكل الألعاب، وأصبحت صديقًا لكل العاملين في الكلية في النشاط الرياضي والاجتماعي.
أول معرفتي بالدكتور سامي كانت في ملاعب المدينة الجامعية، حيث كان هناك يوم رياضي لكلية الإعلام، ورأيت الدكتور سامي مرتديًا "الترينج سوت" ويشارك معنا. ووقتها كان معنا في نفس اليوم الفنان سامح الصريطي. لعبنا وانبسطنا ومفيش مشكلة.
في العام الثاني، كانت مادة "مدخل إلى العلاقات العامة والإعلان"، وطبعًا أنا من هواة عدم الحضور، رغم أن المسافة من المدينة الجامعية إلى الكلية أمتار قليلة. وإذا بكل زملائي في الفرقة الثانية يتحدثون عن أستاذ عظيم يدرس مادة العلاقات العامة والإعلان، والكل حريص على حضورها رغم أنه لا يوجد غياب ولا حضور!
من هذا الأستاذ الذي يجمع الدفعة كلها في مدرج واحد حبًا في أسلوبه، وليس من أجل الغياب والحضور والتهديد بأعمال السنة؟
إنه الدكتور سامي عبد العزيز. شدني الفضول إلى الحضور مرة لأرى ما يحكيه عنه زملائي.
نعم، حضرت، وليس هدفي المادة العلمية ولكن التعرف على أسلوبه. وطبعًا قاعد أتلفت يمين ويسار وأتحدث مع هذا وهذه، وإذا فجأة يشير الدكتور ناحيتي وأنا عامل عبيط، وهو مصر يقول لي: "أنت... أنت".
كان يتحدث عن الأزمات التي تحتاج إلى بحث، وكل واحد يقترح مشكلة، وعندما اضطررت للوقوف، طلب مني اقتراح مشكلة، فتقمصت الدور واقترحت "افتقاد الشباب في الوقت الحالي".
هذا الكلام كان في نهاية ثمانينيات القرن الماضي ففوجئت به يقول: "الله..."، ومش عارف إذا كلمة "الله" كانت تريقة أم مدح. وسألني عن اسمي، فقلت له اسمي الصحفي الآن، فرجع للوراء وقال: "والله اسم عضو برلمان ونائب كبير"، والدفعة كلها ضحكت.
وكل شوية يتكلم ويقول: "سيادة النائب موافق؟"، وأنا طبعًا مكسوف جدًا. وانتهت المحاضرة وأنا في قرارة نفسي: أول وآخر مرة.
وفي المحاضرة التالية، طبعًا لم أحضر، وأنا على سلم مدرج واحد، والدفعة كلها طالعة من المحاضرة وبتقول لي: "الدكتور سأل عنك وقال: بلغوا النائب إنه غياب". وطلع عليَّ لقب "النائب". اضطررت أروح بعد كده، وكل شوية الكلام مضبوط: "يا سيادة النائب!"، وعدت السنة وعلى قسم صحافة عشان موضوع النائب.
كنت أتابع نجاحاته، وأخذتنا الحياة العملية، ولكن لم أنسَ محاضراته في فن العلاقات العامة والإعلام. حتى وقت قريب، منذ ثلاثة أشهر، اتصلت به وتحدثت معه في أن معظم مدربي الكرة في مصر لا يجيدون التحدث ولا الكلام في وسائل الإعلام. فأكد لي أنها حقيقة.
وأبلغته أنني سأقترح على الإدارة الفنية في اتحاد الكرة ضرورة وضع محاضرات في الإعلام ضمن برنامج الرخص التدريبية للمدربين، خاصة مدربي المنتخبات الوطنية. ورحب الكابتن علاء نبيل، المدير الفني لاتحاد الكرة، بالفكرة، وعرض الأستاذ الدكتور تقديم المحاضرة مجانًا. وبالفعل هذا ما حدث، وكانت أول محاضرة لمدربين كبار من أستاذ كبير.
رحم الله الدكتور سامي عبد العزيز، وألهم أهله وذويه وطلابه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بوابة فيتو ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بوابة فيتو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.