قبل أن نجيب عن هذا التساؤل، دعونا نُبسّط مفهوم الضغط النفسي. تُعرّفه وزارة الصحة السعودية بأنه حالة من الإجهاد الناتجة عن قوى خارجية، مثل: متطلبات الحياة أو المواقف الطارئة أو المشكلات المعقدة. وهو استجابة طبيعية تهدف إلى مساعدتنا في مواجهة تلك القوى، لكنه يُسبّب اختلالًا في التوازن النفسي والجسدي. وغالبًا ما يخلط البعض بين الضغط النفسي (Stress) والتوتر (Anxiety). فالضغط النفسي يأتي من مصدر خارجي، بينما التوتر هو شعور داخلي بالقلق من الماضي أو المخاوف من المستقبل. هناك فرق آخر مهم معرفته وهو أن الضغط لا يمكننا السيطرة عليه بالكامل لأنه يأتي إلينا من الخارج، بينما التوتر يمكننا التحكم فيه لأنه نابع من داخلنا. وهنا قد يتساءل بعض القُراء: هل يعني ذلك أن الضغوط أمر لا مفر منه؟ الإجابة: نعم، وهي جزء من حياتنا، لكن يمكننا إدارتها والتخفيف من آثارها. وهذا هو السؤال الذي طرحناه في بداية هذا المقال.
تُشير كتب علم الإدارة إلى أن إدارة الضغوط (Managing Stress) يمكن تحقيقها عبر استراتيجيات أثبتت الدراسات العلمية والتطبيقية فعاليتها الإيجابية على الموظفين. ومن أبرز هذه الاستراتيجيات:
1- إدارة الوقت والأولويات: إعداد قائمة مهام (to-do list) مُرتبة حسب الأهمية والأولوية، مما يزيد التركيز على المهام الأساسية ويُقلل من التشتت والضغط الناتج عنه.
2. التغذية والنوم المتوازن: تناول أطعمة صحية وغنية بالمغنيسيوم (مثل المكسرات) والحصول على نوم كافٍ ليلًا، مما يُساهم في تحسين الأداء الذهني والجسدي.
3. تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق: ممارسة تمارين التنفس العميق يوميًا تُخفض مستويات الكورتيزول (هرمون الضغط)، وتُعزز الشعور بالهدوء النفسي.
4. التفكير البعيد (Long-term Perspective): إعادة تأطير الضغوط اليومية باعتبارها دروسًا تحمل فرصًا للتعلم والنمو، وليست تحديًّا.
دعونا الآن نتأمل قليلًا في هذه الاستراتيجيات، فسنجد أنها جميعها تتطلب ممارسة يومية منتظمة. الآمر الآخر واللافت، أن معظم هذه الاستراتيجيات تعتمد على الجهد البدني، باستثناء «التفكير البعيد»، الذي يركز على تصحيح المفاهيم الداخلية وزيادة الوعي. الاستنتاج المهم هنا هو أن إدارة الضغوط الخارجية تعتمد بشكل أساسي على الجهد البدني أكثر من الجهد العقلي، وأن هذا الجهد يجب أن لا يكون على فترات متقطعة.
تلخيصًا لما سبق، فإن إدارة الضغوط ليست مجرد مهارة عابرة، بل هي نهج حياة يتطلب جهدًا يوميًا ووعيًا عميقًا؛ من خلال تنظيم الوقت، والتغذية الصحية، وممارسة تقنيات الاسترخاء، والوعي بإمكانية الاستفادة من الضغوط كفرص للتعلم والنمو، وتحويل تأثيرها السلبي إلى نتائج إيجابية. الضغوط جزء لا مفر منه من حياتنا، لكن إدارتها بذكاء وبجهد مستمر هو المفتاح للحفاظ على التوازن الداخلي في مواجهة التحديات الخارجية. أخيرًا، إتقان مهارة إدارة الضغوط أصبح ضرورة لتحقيق أهدافنا الشخصية، وتعزيز إنتاجيتنا، وخدمة منظماتنا ووطننا. عندما نلتزم بتطبيق هذه المهارة، نصبح قادرين على بناء مستقبل أكثر استقرارًا وتوازنًا لأنفسنا ولمجتمعنا. فلنكن جميعًا جزءًا من التغيير، ونحوّل الضغوط من عائق إلى فرصة تُثري حياتنا وتسهم في خدمة وطننا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.