أثارت عملية رفع أسماء 716 شخصًا من قوائم الكيانات الإرهابية، جدلًا واسعًا بين العديد من الخبراء والسياسيين في مصر، البعض أعتبر ذلك بداية لمصالحة مع الإخوان، فيما أكد آخرون أن هذا الإجراء طبيعي، وليس من قبيل المصالحة، فيما عارض القرار آخرون مشيرين إلى أنه لا مصالحة مع الأخوان.
عودة الإخوان لمصر مغامرة
وقال اللواء عبد الحميد خيرت، نائب رئيس أمن الدولة السابق، عبر صفحته بالفيس بوك: " أعتقد مفيش حد من اللي اخدوا حكم برفعهم من قوائم الإرهاب، وموجودين خارج البلاد، ممكن يرجعوا مصر، لأن دي تعتبر مغامرة منهم يخافوا يعملوها، لأن احتمال يكونوا مطلوبين في وقائع تانية، أو تنفيذ حكم نهائي على بعضهم، زي حالة المحكوم عليه بالإعدام وجدي غنيم، واحد بس اللي ممكن يرجع، من كل اللي اترفعوا من قوائم الإرهاب، غير كده محدش راجع. ده رأيي وقد أكون مخطئًا".
وعلق محمد هلالى، مدير المكتب الفنى لمحافظ بورسعيد الأسبق، قائلًا: "هل هى صفقة مع التنظيم الدولى للإخوان؟! رفع أسماء عدد كبير من قائمة الإرهاب من أعضاء تنظيم الإخوان وفى هذا الوقت بالذات، وهو الإجراء الذى لم تقدم له الحكومة تفسيرات مقنعة للرأى العام وفى نفس الوقت لم يتحدث عنه الإخوان بكلمة واحدة أمر يثير التساؤل ويحتاج إلى تفسير، وقد هاجمه كثير من الكتاب وأعلنوا رفضهم له، وهنا تطرح الكثير من التساؤلات التى لم يتم الإجابة عنها من أى طرف"
لاعودة لتنظيم الإخوان إلى مصر مرة أخرى
وتابع محمد هلالي "وقد رحت أفكر وأجتهد لأجد تفسيرا لهذا الإجراء المفاجئ.. أولها: أن مصر ومع مطلع العام القادم سترسل قوات حفظ السلام إلى الصومال وفى الصومال عدة جماعات دينية إرهابية ستجد فرصتها فى مهاجمة القوات المصرية هناك وتستهدفها بغية الانتقام مما حدث للإخوان فى مصر، ففكرت مصر أن تعقد صفقة مع تنظيم الإخوان يتم بموجبها رفع أسماء بعضهم من قوائم الإرهاب، وفى المقابل يطلب التنظيم من جماعاته الإرهابية فى الصومال عدم التعرض للقوات المصرية هناك وتركها تؤدي مهمتها."
وقال "ثانيا: إن هذه الخطوة تحسن صورة مصر أمام ترامب وحكومات الغرب وانها تسعى إلى ديمقراطية تستوعب جميع الأطياف. على أى حال سواء هذا الاستنتاج صائبا أم لا. فإن الأمر يحتاج إلى أن تفسر لنا الحكومة هذا الإجراء المفاجئ خاصة وانه سبق وأن تم التأكيد منها مرارًا وتكرارًا، أنه لاعودة لتنظيم الإخوان إلى مصر مرة أخرى"
أما الباحث في الجماعات الإسلامية الدكتور محمد جلال القصاص فقال: "بخصوص رفع مئات من قائمة الإرهاب، وتعين الدكتور أحمد المسلماني: بوادر انفراجه، ويتأكد الأمر إن تم الإفراج عن دفعة من المسجونين، لم يتم اختيار الأسماء عشوائيًا، وإنما: حفنة من كل فصيل. الدولة لن تتعامل كطرف مع مكون داخل الدولة (إخوان أو غير إخوان)، وإنما ستقبل على خطوات من تلقاء نفسها، تمامًا كما فعل عبد الناصر والسادات.. فكرة التحاور مع طرف جاءت في مطلع الألفية مع الجماعات المسلحة، وكان سياقًا عالميًا ولم يكن محليًا (مصر، ليبيا، الجزائر...)، وكان الهدف تفكيك الحركات المسلحة ذات التأثير العالمي (العابر للقوميات). أرحب جدًا بكل ما فيه تفريج عن مكروب..."
حذف مئات الإخوان من على قوائم الإرهاب ترضية
وعلق الباحث في الحركات الإسلامية سامح عسكر فقال: "فكرة المصالحة مع الإخوان ليست دقيقة، فالمصالحة بين طرفين يعني أن (كلاهما) مخطئ، ولا يمكن تخطئة الشعب في ثورته عليهم سنة 2013، لذا ففي الرأي العام المصري (حكومة وشعبا) لا تُطرَح هذه المصالحة كخيار، ولكن يُستعاض عنها بمصالحة وطنية بين القوى المدنية الشرعية، وهي التي أنتجت موجة الإفراجات الأخيرة عن شباب المعارضة في ظل سلسلة مؤتمرات الحوار الوطني.."
وأوضح سامح عسكر "يجب أولا على الإخوان الاعتراف أنهم لم يُحسنوا التعامل مع الوطن في الفترة منذ عام 2011 حتى 2013 وهي المدة الزمنية التي شهدت صعودهم السريع وسقوطهم السريع أيضا... الأفضل أن يقال عن ما يحدث من حذف مئات الإخوان من على قوائم الإرهاب، وما سبقها من مبادرات علنية للجماعة أنه (ترضية) وهي فكرة مناسبة تليق بالمرحلة"
وقال سامح عسكر "والمعنى من وجهين: أولا: السلطة المصرية تريد فتح الباب للمراجعات الفكرية لعناصر الجماعة، مما يؤدي لخلل في بنية التنظيم الفكرية قبل السياسية.. وفي ذلك ترسل السلطة المصرية رسالة، أن على الإخوان ترضية الناس، والتبرؤ أولا من الطائفية والعنصرية والعنف الديني وفرز الناس حسب مذاهبهم واتجاهاتهم السياسية، وفي رأيي أن هذا مستحيل الآن.. فالجماعة سلفية تراثية محضة لا يمكنها فهم التنوير وأساسياته ودعائمه.."
وتابع سامح عسكر "كذلك مبدأ عودة الإخوان للعمل السياسي هذا ليس قرار شخص إنما بآليات ينتجها الشعب نفسه، يعني الجماهير هي من ستقرر عودتهم.. فقط لو نجحوا في ترضية الشعب والظهور بصورة المذنب التائب أو الحبيب المهجور أو الطفل المحروم.. فالشعب المصري برغم ما يعانيه من أزمات اقتصادية، ونقمة على الحكومة لكنه لا يتصور عودة الإخوان أو أهليتهم للحكم مرة أخرى...ويفضل الرأي العام في هذه المرحلة التعبير عن غضبه وألمه في السوشيال ميديا فحسب دون النظر لمن سيحكم مستقبلا..."
الإخوان لم ينتهوا من مصر
وقال سامح عسكر: "ثانيا: بالنسبة للجماعة فهي تنتهج سلوكيات مرنة لامتصاص الهجوم بشكل مؤقت، مثلما حدث في الستينيات، حين دخلوا مؤسسات الدولة الشرعية كالأزهر وجمعيات أنصار السنة والشبان المسلمين والجمعية الشرعية...وغيرها، ثم مارسوا من خلالها الهجوم الفكري على الاشتراكية وعبدالناصر..."
وأوضح سامح عسكر "خطأ كبير يقع فيه البعض بالقول أن الإخوان انتهوا من مصر.. هذا غير صحيح، هم الآن في محنة شبيهة بمحنة الستينات، وعندما أخرجهم السادات من السجون نشطوا بقوة واكتسحوا الجامعات، فهل كل من نشط في الشارع واكتسح العمل الطلابي وقتها كان مسجونا؟..هذا يقودنا لسؤال آخر مهم..هل عبدالناصر قضى فعلا على الإخوان؟ الإجابة قولا واحدا (لا)"
وأضاف سامح عسكر "عبدالناصر قضى على الإخوان (سياسيا وقانونيا)، يعني شكليا فقط..مش هايشتغلوا سياسة وأصبحوا ضد القانون، إنما وجودهم (الأخلاقي والاجتماعي) في مصر كان قويًا، بدليل أول ما السادات واجه مراكز القوى وجدنا تصفيقا من الشعب للسادات، ونسي المصريون من الذي حرك الشارع ضد مراكز القوى."
وأكد سامح عسكر "بكل وضوح الذي حرك الشارع مع السادات هم خصوم اليسار المتضررين من حركة التصحيح (يعني الإخوان) ورغم إن التاريخ كاشف لهذه الحقيقة بوضوح إلا أننا نتعامى عن ذكرها في سبيل خدمة إشاعات وإنجازات القضاء على الإخوان لصالح عبدالناصر، وتلتها بعد ذلك في حقبة مبارك كاستذكار."
فكرة المصالحة مع الإخوان غير واقعية
وقال عسكر: "وهذا يعني إن القول بفناء الإخوان الآن هو غير صحيح جملة وتفصيلا، الإخوان موجودين ويُعزز وجودهم بأخطاء السلطة، لذلك عندما ننتقد الحكومة...، هذا يخدم فكرة خلع الإخوان من المجتمع أساسا وليس اصطفافا معهم مثلما يعتقد ما يسمى لجان الدولجية..وهي لجان متعصبة فاشية التوجه يغلب عليها طابع العنف والتعميم والتخوين ضد كل من ينتقد الحكومة.."
واختتم سامح عسكر قائلًا: "باختصار: فكرة المصالحة غير واقعية لا من حيث الأسلوب ولا من حيث الطبيعة، فهي أسلوبيا يعني الشعب غلطان..وطبيعتها يعني آليات وعمل حركي من جديد..وهذا غير متاح الآن. لا النظام المصري يقبل بعودة الإخوان، ولا الإخوان يقبلون بالمراجعة الفكرية واستذكار الدروس من فترة حكمهم بعد يناير 2011"
وأضاف "وسبق القول أن الجيل الحالي من إخوان مصر لا يمتلك أفكار حداثية مثل التي يمتلكها بعض من إخوان تونس والمغرب وتركيا عن فكرة الدولة، ولا يوجد لديهم استعداد بمناقشة تصورهم للدولة والشريعة، بل يسارعون كأي وهابي باتهام خصومهم وناقديهم بالكفر إذا دعاهم للنظر في علاقة الدين بالدولة على أساس العصر الذي نعيشه، لا على أساس العصر العباسي الذي أنتج ما يسمى فقه السياسة الشرعية..."
استبعاد الإخوان من قوائم الإرهاب لا يعني سقوط الأحكام
وعلق عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي قائلين: " لماذا لايفهمون أن استبعادهم من قوائم الإرهاب والكيانات الإرهابية لايعني سقوط الأحكام والقضايا، طيب خلي وجدى غنيم يدخل مصر سيتم القبض عليه من سلم الطائرة، عليه أربعة أحكام منهم حكمين إعدام ومؤبد وحكم بخمس سنوات أحكام القضاء نافذة وسارية، ومين قالك ان دي صفحة جديدة اصلآ وبالنسبة لوجدي غنيم اسم وجدي غنيم في قوائم الإرهاب رغم استبعاده من قضية "تمويل الإخوان"، وهو من ضمن أسباب الرفض... وجدي غنيم تم استبعاده من قائمة الإرهابيين في قضية "تمويل الإخوان" إلا أنه يبقى مدرجًا على القوائم في قضايا أخرى أبرزها قضية "طلائع حسم 2" في يوليو 2023 صدر قرار بإدراج غنيم ضمن 111 متهمًا على قوائم الإرهاب بناءً على طلب النيابة العامة القرار يمتد لخمس سنوات حتى يوليو 2028، وهذا الوضع يعني تفاصيل جديدة ملف إدراج الأسماء الاستبعاد في قضية معينة لا يلغي الإدراج في قضايا أخرى ولا يعني سقوط الأحكام عليه 2 إعدام ومؤبد وحكم بخمس سنوات مفيش مصالحه مع الإخوان واتباعهم نهائي، والرئيس لن يتدخل في شؤون القضاء والرئيس لن يعمل ضد مصلحة الشعب لا مصالحه ولا اندماج أما ابو حكم سنه وسنتين وثلاثة طالما مش في قوائم يخرج، وعليه مراقبة ولن يترشح لمجلس النواب يعني"
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بوابة فيتو ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بوابة فيتو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.