تكنولوجيا / البوابة العربية للأخبار التقنية

كيف تفوقت الإمارات على فرنسا وألمانيا في مجال الذكاء الاصطناعي؟

  • 1/2
  • 2/2

في إطار سعيها المتواصل إلى تعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، حققت دولة الإمارات العربية المتحدة قفزة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ احتلت المركز الخامس عالميًا في مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2024، وفقًا لتقرير صادر عن معهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي، متفوقة بذلك على دول كبرى مثل: ألمانيا، وفرنسا، واليابان، وكندا وسنغافورة.

ويعكس هذا التصنيف المتميز جهود الإمارات المستمرة في بناء منظومة قوية ومزدهرة تدعم الابتكار والتطوير في هذا المجال الحيوي، كما يؤكد مكانتها كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، مما يجعلها وجهة جاذبة للاستثمارات والخبرات.

ولكن من الدولة التي تتصدر مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2024، وما السر وراء تفوق الإمارات على عمالقة أوروبا في مجال الذكاء الاصطناعي، وما تأثير هذا الإنجاز؟

أولًا؛ من يتصدر عالم الذكاء الاصطناعي؟

كيف حققت الإمارات قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي لتتفوق على ألمانيا وفرنسا؟

كشفت تقرير معهد ستانفورد أن الولايات المتحدة تحتل الصدارة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي، تليها الصين والمملكة المتحدة، ثم جاءت الهند في المرتبة الرابعة، وتلتها الإمارات في المرتبة الخامسة. وقد ساعد في التوصل إلى هذه النتائج أداة (Global Vibrancy) التي طورها معهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي والمتخصصة في تقييم حيوية الذكاء الاصطناعي في مختلف الدول بناء على عدد من المؤشرات.

مؤشرات التقييم: 

استندت أداة (Global Vibrancy) في تقييمها إلى مجموعة من المؤشرات الحيوية، التي شملت: حجم الأبحاث العلمية المنشورة في المجال ونوعيتها، وحجم الاستثمارات الحكومية والخاصة في شركات وبرامج الذكاء الاصطناعي، وعدد براءات الاختراع المسجلة، وغيرها.

وقد حللت الأداة بيانات من 36 دولة، وكشفت النتائج عن تفوق واضح للولايات المتحدة في العديد من المجالات الأساسية، إذ أصدرت أكبر عدد من نماذج التعلم الآلي المتطورة، واستثمرت أكثر في الذكاء الاصطناعي، ونشرت أبحاثًا مسؤولة في هذا المجال أكثر من أي دولة أخرى.

وتأتي الصين في المركز الثاني عالميًا، إذ حققت تقدمًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة، مدعومة باستثمارات ضخمة وسياسات حكومية قوية. ومع ذلك، لا تزال هناك فجوة كبيرة تفصلها عن الولايات المتحدة في العديد من المجالات، ومنها:

الاستثمارات:

اجتذبت الولايات المتحدة في عام 2023 استثمارات خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي بلغت قيمتها 67.2 مليار دولار أمريكي، مقارنة بـ 7.8 مليارات دولار أمريكي للصين. ويعكس هذا الفارق الكبير في الاستثمارات الثقة المتزايدة بالسوق الأمريكية وتوفر بيئة أعمال محفزة للابتكار في هذا المجال.

نماذج التعلم الآلي:

تمكنت الولايات المتحدة من تطوير 61 نموذجًا للتعلم الآلي بارزًا خلال العام الماضي، مقارنة بـ 15 نموذجًا للصين، ويؤكد هذا الفارق نجاح الولايات المتحدة في تحقيق هدفها المتمثل في إبطاء تقدم الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ فرضت قيودًا صارمة على صادرات الرقاقات المتقدمة، وخاصة رقاقات إنفيديا، التي تُعدّ من أفضل الرقاقات المستخدمة في مجال الذكاء الاصطناعي.

براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي:

تتفوق الصين في مجال براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، إذ سجلت عددًا أكبر من براءات الاختراع مقارنة بالولايات المتحدة، ويعكس ذلك تركيز الصين الكبير في حماية الملكية الفكرية وتعزيز قدراتها الإنتاجية في هذا المجال.

ثانيًا؛ ما العوامل الرئيسية وراء تفوق الإمارات في الذكاء الاصطناعي؟

لم يأتِ تفوق الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي من فراغ، بل هو نتيجة لرؤية إستراتيجية واضحة واستثمارات ضخمة وجهود متواصلة.

إليك العوامل الرئيسية وراء تفوق الإمارات في الذكاء الاصطناعي:

1- الرؤية الإستراتيجية الطموحة:

وضعت الإمارات إستراتيجية واضحة للاعتماد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي كمحرك أساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما خصصت ميزانيات ضخمة لبناء البنية التحتية التكنولوجية اللازمة وتطوير الكوادر البشرية المؤهلة.

وذكر التقرير أن ترتيب دولة الإمارات العربية المتحدة يعكس استثماراتها الكبيرة في الذكاء الاصطناعي لإنشاء مراكز بحثية مثل معهد أبوظبي للابتكار التكنولوجي.

2- البيئة التنظيمية المشجعة:

وضعت الإمارات تشريعات وقوانين مرنة تشجع الابتكار والاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي، وعقدت شراكات قوية مع كبرى الشركات العالمية العاملة في مجال التكنولوجيا، مثل: مايكروسوفت وإنفيديا، وكوالكوم، وغيرها الكثير، مما ساهم في نقل المعرفة والتكنولوجيا.

وقد أعلنت شركة مايكروسوفت في شهر سبتمبر الماضي افتتاح أول مركز عالمي لها للتطوير الهندسي في أبوظبي، الذي يُعدّ الأول من نوعه في العالم العربي. وجاء هذا الإعلان في إطار سلسلة استثمارات مايكروسوفت في مجموعة (G42) الإماراتية، التي بلغت 1.5 مليار دولار.

3- التركيز في البحث والتطوير:

أنشئت الإمارات مراكز بحثية متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، تساهم في إنتاج أبحاث علمية متقدمة وتطوير تطبيقات مبتكرة، وعززت التعاون بين الجامعات والمؤسسات البحثية والشركات، مما أدى إلى تسريع وتيرة الابتكار.

4- الاستثمار في الكوادر البشرية:

أطلقت الإمارات برامج مكثفة لتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي. كما جذبت الخبرات العالمية للعمل في الإمارات، مما ساهم في نقل المعرفة وتطوير الكوادر المحلية.

وقد أكد معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، خلال فعاليات خلوة الذكاء الاصطناعي، التي عقدت في دبي في شهر يونيو الماضي، أن الإمارات حققت المرتبة الثالثة عالميًا في جذب مواهب الذكاء الاصطناعي مقارنة بحجم السكان بعد لكسمبورغ وسويسرا، والمرتبة الأولى إقليميًا بعد أن كانت في المرتبة 11 عام ، وذلك حسب التقرير الذي أصدرته لينكدإن بالتعاون مع جامعة ستانفورد، كما احتلت الإمارات المرتبة الـ 15 عالميًا في عدد مهارات الذكاء الاصطناعي عالميًا صعودًا من المركز الـ 20 في العام الماضي.

5- التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي:

حققت الإمارات أفضل توظيف للذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحيوية مثل: الطاقة والصحة والتعليم والنقل والخدمات الحكومية، مما أدى إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية، كما طورت العديد من الحلول مبتكرة باستخدام الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات التي تواجهها الدولة.

فقد أطلقت شركة شركة (إنسبشن) Inception، التابعة لمجموعة (G42)، في شهر أغسطس الماضي، النموذج اللغوي الكبير (جيس 70B)، بالإضافة إلى 20 نموذجًا آخر من ذات الأحجام المختلفة لدعم معالجة اللغة الطبيعية العربية.

ويمثل نموذج (جيس 70B)، الذي دُرب على أكبر مجموعة بيانات عربية متاحة، قفزة نوعية في مجال معالجة اللغة الطبيعية العربية، ويوفر قدرات غير مسبوقة لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.

وقد سبقتها شركة (كور 42)، في شهر يوليو الماضي، وأطلقت منصة (Compass 2.0)، بالتعاون مع شركة كوالكوم، التي قدمت عروضًا معززة بفضل مسرعات الذكاء الاصطناعي (Qualcomm Cloud AI 100 Ultra)، المصممة لتقديم أداء عالٍ وكفاءة في استخدام الطاقة وقابلية تحمل تكاليف مخفضة، مما يجعلها مثالية للعملاء الذين يشغلون أحمال عمل الذكاء الاصطناعي الحديثة.

كما أطلقت شركة (M42) نموذج (ميد42) الذي يمتاز بأنه يعمل كمساعد قائم على الذكاء الاصطناعي لمتخصصي الرعاية الصحية.

ثالثًا؛ ما تأثير هذا الإنجاز؟

  • تعزيز مكانة الإمارات: يساهم هذا الإنجاز في تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا.
  • جذب الاستثمارات: يساعد هذا الإنجاز في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي.
  • توفير فرص عمل: يساهم في توفير فرص عمل جديدة في القطاعات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي.
  • تحسين الخدمات الحكومية: يساهم في تحسين كفاءة وفعالية الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين والمقيمين.

الخلاصة:

يمثل تحقيق دولة الإمارات للمركز الخامس عالميًا في مؤشر الذكاء الاصطناعي، إنجازًا تاريخيًا يؤكد قدرتها على المنافسة على المستوى العالمي، ومع استمرار الجهود المبذولة في هذا المجال، يمكن للإمارات أن تؤدي دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البوابة العربية للأخبار التقنية ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البوابة العربية للأخبار التقنية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا