مع فوز إبراهيم رئيسي في الانتخابات المهندسة وغير التنافسية، أحكم مرشد الملالي علي خامنئي سيطرته على جميع المؤسسات والمرجعيات الإيرانية بامتياز، وعلى مدى السنوات الماضية دارت التساؤلات حول المرشح لخلافته، وتزايدت التكهنات حول الخليفة المحتمل لخامنئي، في ضوء بلوغ عمره 82 عاماً، وانتشار أخبار تدهور صحته، وإصابته المزمنة بالسرطان.. ويبدو أن التاريخ سيعيد نفسه حيث تولى خامنئي الذي كان يتولى منصب الرئيس عندما توفي الخميني عام 1989؛ فإن رئيسي سيخلف خامنئي لأن كل رؤساء إيران تولوا المنصب دورتين، كل واحدة 4 سنوات، وبالتالي لو بقي رئيسي في منصبه لدورة ثانية فسيكون خامنئي بلغ الـ٩٠ عاماً، وإما أن يكون قد توفي أو بات عاجزاً عن أداء مهماته وبالتالي سيكون رئيسي الأوفر حظاً في تولي منصب المرشد. وليس هناك رأيان بقبول وتأييد الحرس الثوري لرئيسي؛ الذي فاز في انتخابات الرئاسة الإيرانية التي خلت من المنافسة بعد انسحاب آخر المرشحين المحسوبين على التيار الإصلاحي.وبحسب ما يؤكده الخبراء الإيرانيون فإن خامنئي المعروف بـ«الولي الفقيه» يبدو قريباً من الموت، وسط شائعاتٍ عن إصابته بسرطان البروستات. لذا، لا بد من خليفةٍ يناسب المنصب الجدلي في بلادٍ شهدت انتقاداتٍ كثيرة للمنصب. لقد عين خامنئي رئيسي عام 2019 في منصب رئيس السلطة القضائية وهو منصب بالغ الأهمية رغم خسارته الانتخابات الرئاسية أمام روحاني مما يعني أن الرجل يحظى بالثقة المطلقة من قبل المرشد خصوصا أن والد زوجة رئيسي آية الله أحمد علم الهدى هو ممثل المرشد وخطيب الجمعة في مشهد. وساوى علم الهدى بين مقاطعة الانتخابات وترك الإسلام حيث قال: «إن مقاطعة الانتخابات في إيران بمثابة ترك الإسلام، والذين يقولون إننا لن نشارك في الانتخابات ليسوا مسلمين». ويجري الحديث في إيران عن السيناريوهات المحتملة في حال تدهورت صحة خامنئي، أو مات فجأة، خصوصا أنه يعد أعلى سلطة سياسية ولمن يخلفه في هذا المنصب أهمية كبيرة في إيران والمنطقة وبقية العالم. وتتحدث المصادر الإيرانية عن أن قيادات الحرس الثوري وعلى رأسها إسماعيل قاني وأعضاء مجلس صيانة الدستور وخبراء القيادة هم الذين هندسوا الانتخابات وهم خائفون جدا على وضعه الصحي هذه المرة من غياب مفاجئ لخامنئي. وبخروج الإصلاحيين والمعتدلين من الحكومة سيصبح النظام من لون واحد، وهذا الوضع كله يدفع باتجاه رسم ملامح مرحلة ما بعد المرشد خامنئي.
ورئيسي واحد من القضاة الأربعة الأعضاء في ما أطلق عليها «لجنة الموت» التي كانت تقرر مصير الآلاف من معتقلي المعارضة الذين أعدموا عند انتهاء فترات محكومياتهم. وتعد تلك الإعدامات من الأحداث الأكثر سرية في تاريخ إيران ما بعد الثورة، ولم يتم التحقيق فيها رسميا قط. ويتمتع رئيسي بعلاقات قوية بالحرس الثوري الإيراني الذي أعلن تأييده لحملة مكافحة الفساد التي قام بها رئيسي. كما أن رئيسي هو الذي رشح قاني لمنصب قائد فيلق القدس بعد اغتيال سليماني.. كخلاصة فإن الحرس الثوري وفيلق القدس وصيانة الدستور تتهيأ لمرحلة ما بعد خامنئي.. بعد أن أعدت المشهد للخميني الجديد.. لكي يصبح رئيسي الرهبر القادم.. وهي كلمة إيرانية تعني المرشد.. ويبقى السؤال: هل يقبل العالم بطاغوت يحكم إيران؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.