استغل الهلال عودة جماهيره إلى المدرجات لأول مرة منذ فترة طويلة، ليقدم عرضا فنيا رائعا وممتعا مصحوبا بفوز عريض ومستحق قوامه خمسة أهداف مقابل هدف على الأهلي في لقاء الـ«كلاسيكو» الذي أقيم مساء اليوم الأربعاء، في قمو مواجهات الجولة الثامنة والعشرين من مسابقة الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم.

أحرز أهداف الهلال، سالم الدوسري، وبافيتيمبي جوميز «هدفان»، وصالح الشهري«هدفان»، ليعزز الهلال صدارته لجدول الدوري السعودي للمحترفين رافعا رصيده إلى 55 نقطة، ليعيد الفارق مع الشباب إلى أربع نقاط، بينما تجمد رصيد الأهلي عند 38 نقطة في المركز الثامن.

بداية اللقاء كشفت من اللحظة الأولى رغبة الفريقين في تقديم مباراة هجومية كبيرة مع رغبة كبيرة في الفوز، فالهلال يريد النقاط الثلاث من أجل تدعيم صدارته خاصة بعد فوز الشباب الكبير على العين، والأهلي من جانبه يريد الفوز لكي يكون خطوة على طريق عودته إلى الطريق الصحيح.

ومن هذا المنطلق، شهد اللقاء صراعا بين الفريقين من أجل بسط النفوذ والسيطرة على الملعب، لكن الهلال تمكن سريعا من إثبات أفضليته بسبب خط وسطه الذي أحكم السيطرة على منطقة المناورات، فتمكن الفريق من بناء الهجمات بالشكل الصحيح بل ونقل اللعب في نصف ملعب الأهلي في ظل تراجع أداء لاعبي وسط الأهلي الذين تراجعوا بدون مبرر تاركين السومة وغريب بمفردهما وسط دفاع الهلال دون أي دعم.

وبجانب هذا كله، تمكن الهلال من ترجمة أفضليته من خلال تسجيل هدف رائع في الدقيقة 15 عندما تمكن سالم الدوسري من هز الشباك مستغلا ركلة ركنية لم يتمكن دفاع الأهلي من إبعادها لتصل إلى سالم الذي استقبل الكرة بشكل جيد وهيأها لنفسه وسدد كرة صاروخية سكنت الشباك ليصبح الهلال في المقدمة.

بعد الهدف ازداد الوضع سوءا للاعبي الأهلي الذين تراجعت الثقة لديهم وازداد تراجعهم ما سمح للهلال بمزيد من التقدم في ظل تألق غير عادي لكل لاعبيه.

وفي ظل الهجوم الكاسح للهلال، كاد الأهلي يحرز هدفا من خطأ دفاعي وصلت على إثره الكرة للمؤشر الذي انفرد لكن جحفلي وضع قدمه في الوقت المناسب ليخرج الكرة إلى ركنية.

في الدقيقة 33 تمكن الهلال من إحراز الهدف الثاني بواسطة جوميز الذي تلقى هدية من دفاع الأهلي فانفرد بالعويس وسدد من فوقه لكن الكرة اصدمت بالعارضة لتصل إلى جوميز مرة أخرى الذي قابل الكرة برأسه إلى الشباك لتصبح النتيجة 2-صفر.

وقبل أن يتمكن لاعبو الأهلي من استيعاب ما حدث لهم وقع دفاعهم في خطأ فادح آخر عندما تمكن جوميز من قطع الكرة لتصل إلى جيوفينكو الذي انفرد بالعويس وراوغه ومرر عرضية لجوميز الذي سدد بقوة لكن قائد الأهلي معتز هوساوي منع دخول الهدف مستخدما يده ليحتسب الحكم رجلة جزاء مع إشهار البطاقة الحمراء لهوساوي الذي غادر الملعب تاركا جوميز يسدد ركلة الجزاء التي أحرز منها الهدف الثالث في الدقيقة 42، لينتهي الشوط بتقدم الهلال بثلاثية بيضاء.

بدأ الشوط الثاني وقد تسرب شعور إلى نفوس لاعبي الهلال أن المباراة انتهت وأن النتيجة تم حسمها نهائيا في الشوط الأول، لذلك لجأ الفريق إلى اللعب بأقل مجهود، ومع ذلك فقد كانت مجريات اللعب من جانب واحد بعدما غاب فريق الأهلي تماما ووضح ان مهمته تمثلت في منع زيادة غلة الأهداف الهلالية في الشوط الثاني.

تمكن لاعبو الهلال من صنع العديد من الفرص التهديفية المحققة لكنهم أضاعوها جميعا بغرابة شديدة على الرغم من سهولة إحراز عدد قياسي من الأهداف في شباك الأهلي بسبب تراجع الدفاع وعدم تركيز لاعبيه وإصرارهم على ارتكاب أخطاء وهفوات قاتلة أمام مرماهم، ومع ذلك لم يفلح لاعبو الهلال في استغلالها بل تسابقوا جميعا في إهدار الفرصة تلو الأخرى.

وكان من الغريب ان كل تمريرة هلالية أمامية تقريبا تتحول إلى انفراد بمحمد العويس، لكن هجوم الهلال إما يسدد خارج الشباك أو يقوم العويس بواجبه في التصدي والإبعاد، حتى جاءت الدقيقة 65 التي نجح فيها صالح الشهري في تسجيل الهدف الرابع للهلال من ركلة جزاء احتسبها الحكم لعرقلة فييتو، إلا أن الأهلي رد بعدها بدقيقة بإحراز هدف من هجمة مرتدة تعامل معها دفاع الهلال بتراخٍ شديد، لتصل الكرة إلى عبدالرحمن غريب الذي استقبل الكرة ببراعة وانفرد بالمعيوف وسدد في الشباك لتصبح النتيجة 4-1.

بعد الهدف الأهلاوي هدأ إيقاع اللعب من جانب الهلال، بينما تمسك لاعبو الأهلي بأمل إحراز مزيد من الأهداف لكن المهمة كانت صعبة للغاية خاصة في ظل النقص العددي في صفوف الفريق.

في الدقيقة 80 أضاع لوسيانو فييتو هدفا لا يضيع وهو على مسافة أمتار من المر…