السعودية / عكاظ

أيهما أسبق العقل أم التفكير؟

سألني صديقي عن أيهما أسبق العقل أم الفكر، وتشعب السؤال لعدة محاور تتعلق بمدى الارتباط العضوي للمخ بالإدراك والقلب، ودور القلب وعلاقته بالفكر والأحاسيس. وكان جوابي بوجه عام بأن العقل، المخ، الدماغ، والفكر مصطلحات تُستخدم غالبًا في سياقات مختلفة، ويرتبط كل منها بجانب من جوانب الجهاز الذهني والإدراكي لدى الإنسان. القلب يختلط على البعض فهم وظيفته الأساسية والخلط بينه وبين الدماغ، القلب في السياق البيولوجي والعلمي عضو في الجهاز الدوري لضخ الدم في جسم الإنسان، ودوره هو ضخ الدم المحمل بالأكسجين والمواد المغذية إلى أجزاء الجسم المختلفة. من ناحية أخرى، الدماغ هو المسؤول عن العمليات العقلية مثل التفكير والإدراك والوعي. ومع ذلك، التعبير بأن القلب «يعقل» هو تعبير مجازي شاع في العديد من الثقافات وغالباً ما يُستخدم في الأدب والشعر والفلسفة للإشارة إلى العواطف والمشاعر. في العديد من اللغات والثقافات، يُعتبر القلب مركزًا للعواطف والمشاعر، ويرمز إلى الحب والرحمة والعطف. من ناحية علمية، الدراسات الحديثة في علم الأعصاب تُظهر أن العواطف والمشاعر ترتبط بشكل وثيق بمناطق معينة في الدماغ مثل الجهاز الطرفي (limbic system)، لكن لا يعني هذا أن القلب يشارك في عملية التعقل، إذ إن دور القلب يبقى فيزيولوجيًا، لكن تعبيراته في اللغة والثقافة تظهر أهمية العاطفة في حياة الإنسان.

عندما نتطرق إلى العقل وكيف ينظر إليه الفلاسفة نجد أن هناك تباينًا في نظرتهم للعقل، وقد تناوله الفلاسفة والعلماء بتفسيرات وتحليلات مختلفة بناءً على مواقفهم الفلسفية والعلمية. العقل مفهوم مجرد يشير إلى القدرة على التفكير، الفهم، التحليل، والتمييز بين الأشياء. يرتبط العقل بالوعي والذكاء والحكمة والبديهة، وهو القدرة التي تجعل الإنسان قادرًا على التفكير المتقدم وحل المشكلات. يعدّ العقل مسؤولًا عن الإدراك والمعرفة والإبداع والتخيل. العقل من المواضيع المركزية في الفلسفة والعلم، وقد تناوله الفلاسفة والعلماء بتفسيرات وتحليلات مختلفة بناءً على مواقفهم الفلسفية والعلمية. يرى أرسطو العقل كوظيفة للروح، حيث إنه الأداة التي يستخدمها الإنسان لفهم الكون والحصول على المعرفة، في حين يعتبره هيجل (العقل) هو المطلق وهو الذكاء الكلي الكامن في التطور التاريخي والمعرفي. بينما يرى علماء الأعصاب الذين يدرسون العقل بواسطة فحص الدماغ ووظائفه، معتبرين العقل نتاجاً للعمليات البيوكيميائية والكهربائية التي تحدث في الدماغ. أما علم الذكاء الاصطناعي فيسعى لفهم الكيفية التي يمكن بها تقليد العقول البشرية باستخدام الكمبيوترات والنظم الذكية، ويقدم أنموذجات حسابية لكيفية عمل العقل. بوجه عام، الفلاسفة تجادلوا على مر العقود حول طبيعة العقل وماهيته، سواء كان منفصلاً عن الجسد أو متصلاً به، بينما العلماء ركزوا بشكل أكبر على الآليات الفيزيولوجية والعصبية التي تقف وراء الوظائف العقلية.

العقل والفكر مفهومان مرتبطان ومتداخلان، ولكن من حيث الأسبقية من الناحية المفاهيمية، يمكن أن العقل هو الأسبق كمفهوم أساسي وكأداة، بينما الفكر هو عملية تأتي كنتيجة لاستخدام العقل. لأن العقل يشير عادة إلى القدرة الفطرية التي يتمتع بها الإنسان لفهم ومعالجة المعلومات، واتخاذ القرارات، وحل المشكلات. فهو يشكّل الأساس للوعي والمعرفة والمنطق. يمكن اعتبار العقل كالأداة أو النظام الذي يمكن بواسطته إنتاج الفكر. الذي يمثل العملية النشطة لاستخدام العقل لتوليد الأفكار والقرارات والمعرفة. الفكر هو ما نقوم به «بالعقل»، فهو يعبر عن النشاط الإدراكي نفسه.

يعد المخ والدماغ أحيانًا مصطلحين يُستخدمان بشكل متبادل، لكنهما في الواقع يشيران إلى مفاهيم مختلفة ضمن الجهاز العصبي المركزي.

المخ هو جزء مادي من الدماغ، وهو عضو معقد يوجد داخل الجمجمة. يتكون من مجموعة هائلة من الخلايا العصبية التي تتحكم في وظائف الجسم المختلفة. المخ مسؤول عن التنسيق بين الوظائف الحيوية كالتنفس وضربات القلب، وكذلك الوظائف العليا مثل التفكير والذاكرة واللغة. أما الدماغ فهو الجزء الأكبر والأعقد من الجهاز العصبي المركزي لدى البشر ومعظم الفقاريات، يتكون الدماغ من عدة أجزاء رئيسية، منها المخ والمخيخ وجذع الدماغ.

ويحتوي الدماغ أيضًا على نُظم أخرى مثل الجهاز الحوفي والغدة النخامية وغيرهما من التركيبات العصبية الحيوية. في المجمل، يمكن القول إن المخ هو جزء من الدماغ، بينما الدماغ يشمل المخ وأجزاء أخرى.

كثير من الأشياء أو الأفكار والمفاهيم تمر على البعض دون أن يلقي لها اهتمامًا وفي حقيقتها شغلت المفكرين والفلاسفة والعلماء لتنتج للبشرية معرفة وعلومًا إنسانية لخير البشرية ورفاهيتها.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا