الارشيف / السعودية / المواطن

محمية عروق بني معارض.. أيقونة البرية في الجزيرة العربية

  • 1/2
  • 2/2

من أعلى الحافة الغربية لصحراء الربع الخالي حيت يعترض الجزء الجنوبي من هضبة طويق الكثبان الرملية أو ما يسمى “بالعروق”، تبدأ واحدة من أجمل الرحلات البرية في الجزيرة العربية بمحمية عروق بني معارض، عبر أكبر تجمع للكثبان الرملية الطولية في العالم، والصحراء الاستوائية الوحيدة في آسيا.

محمية عروق بني معارض

وتعد محمية عروق بني معارض التي تبعد عن مدينة نجران حوالي 200 كم شمالًا، آخر المواطن التي شوهد فيها المها العربي قبيل انقراضه في عام 1974م، وتأتي ضمن نطاق انتشار النعام العربي المنقرض الذي تنتشر قشور بيضه في أماكن مختلفة في المحمية، الممتدة على مساحة تقدر بــــ 12765 كم²، ضمن تنوع بيئي مميز تمثل فيه بيئة صحراء الربع الخالي الجزء الأكبر، إضافة إلى الهضبة الجيرية التي تمتد على شكل حزام من شمال المحمية إلى جنوبها إلى جانب بعض الأودية القصيرة المنحدرة من هضبة “طويق” باتجاه الشرق وتختفي في كثبان رمال الربع الخالي، وكذلك السهول الحصوية والرملية.

قد يهمّك أيضاً

وفي جولة لـ “لهيئة وكالة الأنباء السعودية” بالمحمية التقت “واس” مدير إدارة المناطق المحمية بالمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية عبدالله الطلاسات، الذي أكد أهمية إطلاق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية منظومة المناطق المحمية لإنشاء وإدارة المناطق المحمية بالمملكة، بما أسهم في إدراج محمية بني معارض ضمن قائمة التراث العالمي “لليونسكو” أول موقع للتراث العالمي الطبيعي بالمملكة، لما تكتسبه قائمة اليونسكو من أهمية عالمية كبرى، تتجاوز الحدود الوطنية إلى العالمية، مبينًا أن الدعم غير المحدود الذي تقدمه القيادة لقطاع البيئة والحياة الفطرية أثمر عن تسجيل ثمانية مواقع تراث عالمية في المملكة ضمن قائمة اليونسكو، ويجسد جهودها المتواصلة في حماية الأنظمة البيئية وإثراء تنوعها الأحيائي، للوصول إلى مستهدفات رؤية 2030، ويعكس التعاون الوثيق بين مؤسسات التراث الطبيعي والثقافي بالمملكة.

وأشار إلى أن محمية عروق بني معارض تُعد من أبرز المحميات الطبيعية التي تسعى إلى تعزيز الشراكة المجتمعية وتنشيط السياحة البيئية من خلال عدة برامج ومبادرات، حيث دشَّن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية مؤخرًا مساري “المها العربي” و”طويق” السياحيين للمركبات داخل المحمية، كما يحرص المركز على إشراك المجتمعات المحلية المجاورة للمحمية في حماية وتنمية المحمية من خلال الشراكة في صنع القرار وتوفير فرص العمل والاستثمارات؛ بهدف رفع مستوى الوعي حول النظم البيئية للمحمية وتعزيز آليات اتخاذ القرار.

تنوع إحيائي مميز

بدوره أوضح مدير محمية بني معارض حمد القحطاني، أن المحمية تضم تنوعًا إحيائيًا مميزًا يزيد على أكثر من 930 نوعًا من الحيوانات والنباتات، التي عمل المركز على حمايتها وإعادة تأهيلها والمحافظة على استدمتها، كما تمثل المحمية أحد المناطق الهامة للنباتات حسب التصنيف العالمي كونها تحتوي على غنى نباتي استثنائي على المستوى الوطني والإقليمي، حيث تم تسجيل 121 نوعًا نباتيًا، مما يجعلها أغنى أجزاء الربع الخالي، إضافة إلى كونها منطقة توطين نباتي مهمة باعتبارها المكان الوحيد بالعالم الذي تم فيه تسجيل سلالة الربع الخالي من شجرة السدر، ونوعين متوطنين على مستوى الجزيرة العربية هما نبات “البركان”، و نبات “الزهر”، يضاف إليها تسعة أنواع متوطنة على المستوى الإقليمي منها “الكداد” و “المر” و “العرار” و”السكب” و “السبط”.
وأشار القحطاني إلي تسجيل 17 نوعًا تنتمي إلى العائلة النجيلية، و 14 نوعًا تنتمي إلى العائلة البقولية، و 10 أنواع للعائلة النجمية بالمحمية، وكذلك تسجيلها 55٪ من النباتات المعمرة، و 19٪ من النباتات الحولية، و 25٪ من الشجيرات، بالإضافة إلى تسجيل بعض الأشجار حيث احتوت القائمة على 60 نوعًا مستساغةً للحيوانات، و35 نوعًا ذو استخدامات طبية.
فيما استعرض التنوع الحيواني في المحمية التي تُعد من أنجح التجارب العالمية في إعادة توطين المها العربي في البرية، حيث تعيش في وقتنا الحاضر “قطعان المها” حرة طليقة في البرية دون أي محددات، كما تضم قطعان كبيرة من ظباء الريم الرملي، وظباء الإدمي الجبلي، والحبارى الآسيوية، ونسر الأذون، وثعلب الرمل، وقط الرمل، وأرنب الربع الخالي، وعددًا من الزواحف المتوطنة مثل: أفعى الرمل، وسحلية الرمل، والضب صغير الحراشف، وورل الصحراء، كما سُجل بالمحمية 664 نوعًا لا فقاري تنتمي هذه الأنواع إلى 127 فصيلة في 16 رتبة، وتمثل هذه الأنواع مجموعات النمل، النحل، والدبابير، والخنافس والسوس، كما سُجلت 3 أنواع جديدة علميًا “ما تزال قيد الوصف استعدادًا لنشرها علميًا”، من ضمن الأنواع المسجلة في المحمية 96 نوعًا متوطنة في المملكة.
يذكر أن محمية عروق بني معارض يجاورها موقع الفاو الأثري ذا الأهمية العالمي أحد مواقع التراث العالمي الثقافي في المملكة وهي مدينة تجارية قديمة تنتشر فيها وحولها المعالم والأدوات الصخرية العتيقة، كما تتمتع المنطقة بموروث ثقافي محلي غني ومتنوع يمثل نتاجًا لمئات السنين من التعايش بين الإنسان وبيئته المحيطة في واحدة من أكثر المناطق جفافًا وصعوبة للعيش على وجه البسيطة، كما تقع منطقة حمى الثقافية على بعد حوالي 170 كيلومترًا، جنوب المحمية وهي أحد المواقع العالمية الثقافية في المملكة والتي تتضمن أكثر من 34 موقعًا يزخر بالنقوش الصخرية والآبار على امتداد طرق القوافل التي كانت تعبر إلى جنوب الجزيرة العربية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المواطن ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المواطن ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا