الارشيف / فن / بوابة فيتو

سقطات "الملك" أثارت الجدل.. هل الفن إعادة تجسيد للواقع؟

بمجرد طرح برومو مسلسل الملك الذي يدور حول "الملك أحمس" طارد الهكسوس، تم توجيه العديد من الانتقادات للمسلسل وصناعة، وتعرض المسلسل وأبطاله إلى نقد لاذع على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين معارض لتجسيد عمرو يوسف شخصية الملك أحمس، بالرغم من اختلاف شكله ومظهره الخارجي كليًا مع المصريين في عهد الفراعنة، وما بين ناقد للمظهر الخارجي لعدد من الأبطال الآخرين على رأسهم ريم مصطفى.

وأبرز هذا الجدل إشكالية هامة ألا وهي هل الفن دوره إعادة تجسيد الواقع بحذافيره دون أي تغيير، أم أن الفن له كامل الحرية في أن يجسد الأحداث كيفما يشاء دون مراعاة للواقع وأحداثه؟

الفن عند اليونانيين


كان فلاسفة اليونان يعرفون الفن بأنه محاكاة، وأطلق أفلاطون اسم "فنون المحاكاة" على الشعر والتصوير والموسيقى، كما قال أفلاطون على الفن بأن الفن محاكاة للطبيعة، أما أرسطو فقد حدد علاقة الفن بالواقع بأن الفن ليس تسجيًلا ومحاكاة حرفيًا لما هو في الوجود الخارجي، بل الفن هو تعبير عن العقل الإنساني وهذا الفعل الإنساني يكمل الطبيعة، وبالتالي فإن الفن يكمل ما تعجز الطبيعة عن إتمامه، أي أن الحقيقة الفنية ليست فيما يرى أرسطو نقلًا حرفيًا للواقع ولكنها نوع من التفسير والخلق، الذي يكسبها نظامًا ومعقولية.

وهذا ما يؤكده الدكتور حسن يوسف طه، أستاذ الفلسفة بأكاديمية الفنون، في كتابه النقد والتذوق الجمالي: النظرية والتطبيق، إن الفن ليس تمثيلًا لواقع الحياة، ولا تقليدًا للطبيعة، رغم أنه ينبع من حياة الإنسان ومن تجربته المباشرة وسط المجتمع والطبيعة، إنه خلق لعلاقات جديدة بين عناصر مستمدة من الحياة والمجتمع والطبيعة، وهو بهذا الخلق لا يصور الحياة الإنسانية تصويرًا حرفيًا مباشرًا، وإنما يعبر عن قسماتها الجوهرية، وخبراتها الأساسية وبهذا يفسرها ويسهم في تغييرها.

Image1_420211225751407134636.jpg

آراء النقاد


وبالرغم من أن الفن كما وصفه قدماء الفلاسفة لا يقلد الطبيعة، إلا أن الكثيرون وجهوا انتقادات لاذعة لمسلسل الملك أحمس على اعتبار أن هذا العمل الفني يتناول جانب من تاريخ مصر الفرعونية ولم يراع في تفاصيله الواقع وما كان عليه.

وفي هذا الصدد يؤكد الناقد أمير أباظة على ضرورة الحفاظ على تقديم التاريخ في الأعمال الدرامية بنسبة لا تقل عن 90%، على أن تكون الأشياء المتخيلة بنسبة 10% من العمل وألا يكون لها أي تأثير على السياق التاريخي، فلا يجوز تغيير الأحداث التاريخية أو أسماء الأماكن إذا تم تناول عمل تاريخي.

وأشار إلى أن الأعمال الدرامية التاريخية بطبيعتها عادة ما يكون التركيز عليها كبيرًا وبهذا يفسر سر الاهتمام بمسلسل أحمس خاصة في ظل ندرة الأعمال المصرية التي تتناول الحقبة الفرعونية.

الخطورة


وأشار أباظة إلى خطورة وجود أخطاء في الأعمال الدرامية التاريخية بالتحديد أو حينما لا تلتزم بحقيقة التاريخ تكمن في أنها تؤثر على الوعي الجمعي بالتاريخ لأن العامة من الناس عادة ما يستقون معظم معلوماتهم من الدراما والسينما.

وضرب مثلًا على ذلك فيلم الناصر صلاح الدين وأنه كان يحمل عددًا من الأخطاء مثل تقديمه والي عكا باعتباره خائن وهو عكس الواقع، بالإضافة إلى تقديمه شخصية عيسى العوام باعتباره مسيحي بالرغم من أنه مسلم، وبالرغم من ذلك فإن كثير من الجمهور كان قد كون انطباعًا عن صلاح الدين وقصته من هذا الفيلم.

مخيلة المؤلف


أما الناقد محمود قاسم فيرى أن الفن وبالتحديد الدراما تكون من مخيلة المؤلف، وإذا كانت الدراما تاريخية فالمؤلف يمكنه تطويع المادة وفقًا لأفكاره، وأشار إلى أن المؤلف له الحق في تغيير ما يريد والمشاهد لديه كامل الحق أن يتقبل العمل أو لا، وأكد أن أي مؤلف يقرر أن يقدم عملًا دراميًا حول حقبة تاريخية فلابد أن يكون على قدر مسؤولية الحدث الذي ينوي تقديمه.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بوابة فيتو ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بوابة فيتو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.