كتب : جمال عبد الناصر
الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024 09:00 صنشأ الفنان صلاح عبد الله في حي شعبي وهو حي "بولاق الدكرور"، وهذا جعله يراقب شخوصه والتي تمثلت في أولاد البلد بجدعنتهم وشهامتهم، لذلك لم يكن غريبا عليه أن يتحلي بتلك الصفات التي لازمته خلال مشواره الفني الحافل بالنجاحات، ونستطيع القول إنها مهدت له الطريق، حيث حمل ملامح الحارة التي تربي فيها، وكان وفيا في التعبير عن قطاع كبير من البسطاء والمهمشين بأسلوب لا يخلو من خفة الظل التي وجدت صدي هائلا عند الجماهير.
وقال الفنان صلاح عبد الله عن معيشته في حي بولاق الدكرور: حينما كنت طالبا في الجامعة كنت وقتها بتكسف أقول إني من بولاق الدكرور، وكنت بقول أنا من المهندسين لأن بين بولاق والمهندسين كوبرى وترعة، وكتبت شعر في ذلك الأمر، ولكن حاليا أتباهي بأني من بولاق الدكرور وأستغرب نفسي لماذا كنت أخجل وقتها، ولكني مع السن والخبرة تفهمت.
ويضيف صلاح عبد الله: حاليا أقول لنفسي لو لم أكن من بولاق ربما لم أكن صلاح عبد الله بهذه التركيبة حاليا، فأحلي فترة لي كانت التي عشتها في هذا المكان بتكوينه، فهو أشهر أحياء القاهرة الكبرى، بما يحمله من عراقة وأصالة وتاريخ، فالمكان دائما يكون له تأثير علي من يعيش فيه، وبالفعل تأثرت بحي بولاق الدكرور الذي نشأت وترعرعت فيه، واكتسبت خبرات كثيرة في فهم البشر والتعامل معهم، بل وأخذت من الصفات الجميلة في هذا الحي مثل: الشهامة والجدعنة، والمساعدة ودعم الآخرين وحب الناس بلا حساب.
جدير بالذكر أن حي "بولاق الدكرور" كان هو المرسى الذى يستقبل خيرات السفن، حيث كانت مساكن بولاق الدكرور واقعة على شاطئ النيل الغربي في شمال سكن قرية الدقي وقت أن كان النيل يجري هناك، وكلمة "الدكروري" ترجع إلى عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي عندما نزل ببولاق الشيخ أبومحمد يوسف بن عبدالله الدكروري، وكان الناس يعتقدون فيه الخير والصلاح، فاشتهرت القرية باسم بولاق الدكروري، واقتبست القرية القديمة من اسمها أجمل معانى الخير لعقود طويلة.
لم يكن صلاح عبد الله الفنان أو المشهور الوحيد الذي خرج من هذا الحي فعلى مدار المائة عام الماضية شهد مولد العديد من عمالقة الفن والغناء وكرة القدم، فيقال إن الفنان سعيد صالح عاش فيه لفترة كبيرة، وترعرع فيه أيضا وكان كثير التردد عليه بين الحين والآخر، ومن مواليد هذا الحي أيضا السيناريست سيد فؤاد رئيس قناة نايل سينما ورئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، فقد عاش وترعرع في منطقة "أبو قتاتة" إحدى تفرعات بولاق الدكرور، وهناك أيضا المخرج عاطف الطيب عاش في ذلك الحي فترة صعوده الفني ولكنه لم يولد فيه فهو صعيدي الأصل، ومن مشاهير كرة القدم سنجد أيضا أساطير كرة القدم الذين لمع صيتهم ولا ينكرون نشأتهم وترعرهم بداخله بل يرددون دومًا أن حواريه ومراكزه الشبابية كانت تربة خصبة لبروز موهبتهم، ومنهم محمد أبوتريكة الذي ولد في قرية ناهيا القريبة من حى بولاق الدكرور، حيث كان معظم أصدقائه منه، وكان كثير التردد على مراكز شبابه لممارسة رياضته المفضلة التي أبدع فيها، وهناك أيضا رمضان صبحي الذي نشأ في منطقة أرض اللواء التابعة لحى بولاق الدكرور.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.