مصر / الحكاية

مواقف غير مسبوقة في الإعلام الأمريكي.. صحف كبرى "تتخلى عن دعم" المرشحين الرئاسيين

كشفت صحيفة "إكسبريس" الفرنسية عن تحول في المشهد الإعلامي الأمريكي، إذ اتخذت مؤسسات صحفية عريقة قرارات غير مسبوقة بشأن موقفها من المرشحين للرئاسة.

وفي مقدمة هذه المؤسسات صحيفة "واشنطن بوست" التي فاجأت الأوساط السياسية والإعلامية بإعلان حيادها في السباق الرئاسي المرتقب في الخامس من نوفمبر، متخلية عن تقليد راسخ استمر لأكثر من عقد من الزمان.

ففي تطور غير معهود في تاريخ الصحافة الأمريكية المعاصرة، أحدثت صحيفة "واشنطن بوست" زلزالًا في المشهد الإعلامي بإعلانها المفاجئ عن عدم دعم أي من المرشحين في الانتخابات الرئاسية القادمة.

وبحسب ما نقلته الصحيفة الفرنسية، فإن هذا القرار لم يقتصر على الانتخابات الحالية فحسب، بل سيمتد ليشمل جميع الانتخابات المستقبلية.

وفي تفاصيل القرار، أوضح وليام لويس، المدير العام للصحيفة، أن هذه الخطوة تمثل "عودة إلى الجذور"، مستشهدًا بموقف مماثل اتخذته الصحيفة في انتخابات عام 1960 التي فاز بها جون كينيدي.

غير أن هذا التبرير لم يمنع موجة من الانتقادات الحادة التي واجهتها الصحيفة، سواء من قرائها أو من صحفييها أنفسهم.

أثار قرار "واشنطن بوست" صراعًا داخليًا عميقًا داخل أروقة المؤسسة الصحفية، إذ عبرت الصحفية روث ماركوس عن خيبة أملها الشديدة، واصفة القرار بأنه "خطأ مأساوي" في توقيت حرج من تاريخ البلاد.

وكشفت "إكسبريس" عن تصاعد حدة التوتر داخل المؤسسة، حيث وجهت نقابة الصحفيين اتهامات مباشرة لمالك الصحيفة، جيف بيزوس، بالتدخل لمنع دعم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.

ورغم نفي مصادر مقربة من إدارة الصحيفة لهذه الاتهامات، إلا أن الجدل المثار يعكس عمق الأزمة التي تعيشها المؤسسات الإعلامية الأمريكية في علاقتها بالعملية السياسية.

لم تقف الأزمة عند حدود "واشنطن بوست"، إذ كشفت "إكسبريس" عن تطور مماثل في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، إذ رفض مالكها الجديد سون-شيونج المصادقة على قرار اللجنة التحريرية بدعم كامالا هاريس.

ويأتي هذا الموقف في سياق أوسع من التحولات العميقة التي تشهدها الصحافة الأمريكية، إذ يتزايد تأثير رؤوس الأموال على السياسات التحريرية للمؤسسات الإعلامية.

وتشير التحليلات التي أوردتها "إكسبريس" إلى أن قرارات كل من بيزوس وسون-شيونج قد تكون مدفوعة بمصالح تجارية واقتصادية، خاصة في ظل التخوف من مواجهة محتملة مع الحكومة الفيدرالية.

في المقابل، وفي مشهد يعكس عمق الانقسام في المؤسسات الإعلامية الأمريكية، اتخذت صحيفة "نيويورك تايمز" موقفًا حاسمًا بدعمها الصريح لكامالا هاريس.

ونقلت "إكسبريس" عن هيئة تحرير الصحيفة وصفها لهاريس بأنها تمثل "الخيار الوطني الوحيد"، في حين وصفت دونالد ترامب بأنه "أكثر المرشحين عدم أهلية للرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة".

وانضمت إلى هذا الموقف صحف أخرى مؤثرة مثل "بوسطن جلوب" و"فيلادلفيا إنكوايرر"، التي أكدت في افتتاحيتها أن "الاختيار واضح وجلي" بين مرشحة تسعى لخدمة جميع الأمريكيين ومرشح "لا يهتم إلا بمصالحه الشخصية".

يأتي هذا الانقسام غير المسبوق في وقت تواجه فيه كامالا هاريس تحديات كبيرة في حملتها الانتخابية، خاصة مع تراجع شعبيتها بين الناخبين من أصول إسبانية وإفريقية.

وتؤكد "إكسبريس" أن غياب دعم مؤسسات إعلامية بحجم "واشنطن بوست" و"لوس أنجلوس تايمز" يمثل ضربة قوية لحملتها، خاصة في ظل استطلاعات الرأي التي تظهر تقاربًا في النتائج مع منافسها دونالد ترامب.

ويضاف إلى هذه التحديات تراجع تأثير وسائل الإعلام التقليدية على الناخبين، مع تزايد اعتمادهم على منصات رقمية جديدة مثل البودكاست وتطبيق تيك توك.

تختتم "إكسبريس" بتحليل عميق للتداعيات المحتملة لهذه التحولات على مستقبل العلاقة بين المؤسسات الإعلامية والعملية الديمقراطية في الولايات المتحدة، إذ إن القرارات الأخيرة قد تمثل نقطة تحول في تاريخ الصحافة الأمريكية، وربما تؤشر إلى نهاية حقبة طويلة من الدور التقليدي للصحف الكبرى في توجيه الرأي العام خلال الانتخابات الرئاسية.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا