يصدر فيلم The Night House في دور السينما بتاريخ 20 أغسطس. قد لا ينجح فيلم The Night Hous دائماً بجعل لحظات التوتر مجزية، لكن الطريقة التي يبني بها هذا التوتر ويحافظ عليه يجعله تجربة مؤثرة. يأتي الفيلم من بطولة ريبيكا هول التي تقدم أداءً متألقاً بدور امرأة تعاني بعد فقدانها لزوجها، ويمتاز الفيلم بشعور غريب وخارق للطبيعة وأحياناً يشبه الحلم، حيث يلتقط روح الكشف البطيء لعقل ابتلاه الحزن. يقدم لنا المخرج ديفيد بروكر بيئة رطبة ومنعزلة مستخدماً المساحات الفارغة التي يشعر المشاهد أنها يجب أن تكون مليئة بالناس. قبل أن نتعرف على معلمة المدرسة الثانوية بيث (هال)، نتعرف على منزلها الفاخر الواقع على ضفاف بحيرة، حيث تجري معظم أحداث الفيلم، وحيث انتحر زوجها أوين (إيفان جونيكيت) مؤخراً. كان موته غير متوقع، وبالرغم من أنه ترك رسالة لبيث، إلا أنها لم تستطع فهمها. فتمضي بيث أيامها في محاولة لتدبر أمورها المالية والعودة إلى الحياة العادية، لكن غالباً ما تلتقط الكاميرا لمحات خارج التركيز للكراسي وغيرها من أثاث المنزل وتضعه في مقدمة الصورة لتحجبها، فتبدو بيث كما لو أنها تغرق داخل بيئتها. بعد غروب الشمس، تبدأ الأمور تظهر في الليل، وتبدأ بيث بسماع ورؤية أشياء قد تكون موجودة أو لا تكون. إن لغز انتحار زوجها المفاجئ يجعل هذا الحضور مرحباً به وفي نفس الوقت مقلقاً. لو أن حضور أوين لا زال هنا بطريقة ما، فقد تتمكن من العثور على نوع من الخاتمة، أو على الأقل ليلة من النوم الهانئ. بدأ الوقت يفلت منها. هي الآن تمشي وهي نائمة، كما كان يحدث مع أوين. يحتفظ الفيلم في بدايته بجو من الغموض حول ما إذا كانت تجربة بيث حقيقة أم آلية للتكيف، حيث تشعر صديقتها المقربة كلير (سارة غولدبرغ) وجارتها ميل (فوندي كورتيس هول) بالقلق حول صحتها. لكن بغض النظر عن الإجابة، تعرف بيث ما تريد أن تكون عليه الأمور. ومع ذلك فإن أسلوبها في التعامل مع الوجود الخارق المزعوم يتغير بشكل كبير عندما تبدأ في البحث عبر هاتف أوين ودفاتر ملاحظاته القديمة. حيث أن ما تجده يطرح المزيد من الأسئلة. وقبل مضي وقت طويل، تبدأ أيام وليالي بيث بالاندماج مع بعضها البعض، وتصبح متصلة ببعضها البعض من خلال الأحلام والرؤى المؤرقة لعالم سري بناه أوين وأبقاه بعيداً عن الأنظار. ينبع الرعب الحقيقي للفيلم من فكرة أنه حتى بعد 14 عاماً من الزواج والعيش سوية، ربما لم تكن بيث تعرف من هو أوين حقاً. ومع انسلال احتمالية عثورها على خاتمة من بين أصابعها، تقع بيث في دوامة من التكهنات حول نساء أخريات في حياة أوين، وحول أسباب انتحاره، وما إذا كان لها دور غير مقصود في وفاته. وتظهر فكرة مزعجة بنفس المقدار أيضاً عندما تشير صديقات بيث إلى الطرق التي أصبحت تتشابه فيها مع أوين بشكل متزايد مع مرور الوقت، كما لو أنهما أصبحا انعكاساً لبعضهما البعض. وبعد فترة تبدأ مشاكلهما بالتداخل والتأثير ببعضها البعض، بالطريقة التي يمكن أن تكون بها علاقة غير صحية (رغم أنها تبدو طبيعية تماماً) كالقنبلة الموقوتة أو نبوءة تحقق ذاتها. تقدم هال أداءً قوياً ومدروساً. فتخلق رحلة عاطفية لبيث مثيرة للفضول من خلال التقاطها لطبيعة الحزن التي لا يمكن التنبؤ بها، والطرق التي تخترق بها فجأة حتى أكثر التفاعلات العادية. إن ما تفعله بأداء هذا الدور مع تقدم القصة ممتع للغاية. حيث تضفي لحظات مضحكة غير متوقعة على الغموض العاطفي للفيلم، مما يجعلها تبدو أكثر إنسانية. لكن ما يجعل هذا الفيلم الغامض مثيراً هو استخدامه للمساحة السلبية. حيث يعطي برونكنر والمصورة السينمائية إليشا كريستيان المساحة الفارغة شعوراً من العدوانية التي تكاد تكون خطيرة، فينشآن لحظات متناوبة من النور والظلام أثناء تحرك بيث حول منزلها، ويقومان بتأطير أعمدة المنزل وأثاثه بطرق تتلاعب بعقل المشاهد. كما أن استخدامهما غير المعتاد لتركيز العدسة يجعل العين تنظر نحو الأجزاء الفارغة من الإطار التي لا معنى لها إلا إذا كان هناك شخص يقف فيها. بعض هذه الحيل هي أيضاً من عمل فريق المؤثرات البصرية، لكن النتيجة تثير القشعريرة بنفس الطريقة، فنشعر أن العدم حتى مصنوع ليشبه أشياء مألوفة. تقدم هال أداءً قوياً ومدروساً. لكن على الرغم من بناء التوتر المتزايد ببراعة، إلا أن الفيلم يسمح أحياناً بتبديد التوتر بدلاً من إبقاء المشاهد مغموراً بداخله أو استبداله بشيء مخيف أو مثير. القصة ليست بأي حال من الأحوال حل ألغاز، لذا فإن سهولة اكتشافها ليس بالمشكلة، خاصة مع أداء هال الرائع بشكل مستمر. لكن مع ذلك هناك نقطة تصبح فيها الرؤى المجردة للفيلم حرفية بما يكفي لدرجة أن المشاهدين لن يجدوا صعوبة في فهم كل الغموض، مما قد يؤدي إلى بعض الإحباط مع استغراق بيث بعض الوقت لإدراك الأمور، فتتحول لحظات الاكتشاف التي كانت يجب أن تكون مفاجئة ومرعبة إلى شيء حتمي. عندما يسعى الفيلم إلى تقديم إجابات، حتى الإجابات المجردة، فإن النتيجة تبدو مشوشة قليلاً، لكن ليس لأن الأحداث لا تتراصف سوية بشكل منطقي، بل لأنها تبدو وكأنها تبدد مشاعر بيث بشأن ما تكتشفه. قد تكون هذه المشكلة مؤقتة، ولكنها تحدث خلال مشهد متصاعد الأحداث وشديد الأهمية حيث يجب أن يكون للأشياء معنى عاطفي. ينسج The Night House خيوط الاكتئاب والخيانة الزوجية لينتج عن ذلك في النهاية فيلماً يبدو بأنه من نوع الغموض والجريمة، وفي حين أنه لا يطلق العنان لنفسه تماماً من هذه الناحية، إلا أنه يضم بعض اللحظات المفاجئة من الحسية التي تشوبها الروحانية. في نهاية المطاف هو فيلم رعب هوليوودي تقليدي يجعلك تشعر أنه سيتحول إلى شيء شديد الدرامية، لكنه لا يفعل ذلك بالكامل، وفي محاولاته هذه يصبح فيلماً جذاباً من الناحية البصرية ويشد المشاهد. - ترجمة ديما مهناتتألق ريبيكا هول في The Night House، وهو قصة أشباح حول الحزن والطريقة التي يغير بها العالم من حولك. وبالرغم من أنه قد لا ينجح دائماً بجعل لحظات التوتر مجزية، إلا أن قصة الفيلم عن امرأة تسعى للحصول على خاتمة بعد انتحار زوجها، تجعل الطبيعة المجهولة بشكل مستمر للرومانسية تبدو مثيرة للقلق تماماً مثل أي قوة خارقة للطبيعة.