من النادر أن نحصل على فيلم آكشن أصلي ومبتكر في العصر المليء بأفلام الأبطال الخارقين عام 2021. لكن في حين أن The Hitman's Wife's Bodyguard هو جزء ثانٍ لسيناريو لم يكن مبنياً على علامة موجودة بالفعل، إلا أنه يبدو من غير الملائم أن نسميه فيلماً أصلياً أو مبتكراً. لو لم يعجبك فيلم The Hitman's Bodyguard فإن هذا الجزء التالي بالكاد يحسّن فوق الأول، بالرغم من أنه يهدف لأن يكون مختلفاً تماماً عن أي فيلم آخر من خلال غرابة الأطوار الكاملة.

يعود الفيلم إلى العالم المليء بالآكشن والمألوف لمايكل برايس (رايان راينولدز)، وهو حارس شخصي مرخص رفيع المستوى (بمستوى AAA) سابق، (ولو كنت تتساءل لماذا ذكرنا حالة الترخيص خاصته، فهو لأنه جزء كبير من الحبكة)، والذي انقلبت حياته رأساً على عقب في الفيلم المضي، ويكافح البطل الآن للتعامل مع وضعه الراهن كحارس شخصي غير مرخص. إنه يخضع لعلاج نفسي، وفي إجازة، وهو يكره ذلك. لكن لا داعي للقلق لأن سونيا كينكيد (سلمى حايك) ، زوجة موكله/عدوه القديم داريوس كينكيد (سامويل جاكسون)، تحتاج إلى مساعدته. لقد تعرّض داريوس للاختطاف، وفي حين تبدو هذه مهمة بطول فيلم تملأ الـ 99 دقيقة التي يمتد عليها، إلا أن The Hitman's Wife's Bodyguard ليس مهتماً بسرد قصة واحدة أو حتى أن يكون منطقياً. كل ما يهم هذا الجزء الثاني هو العدد الكبير من الجثث، والتفجيرات، وما إذا ان مايكل سيستعيد رخصته كحارس شخصي.

نظراً لأن حبكة الفيلم تأخذ الثلاثي في جولة حول العديد من المناطق الساحرة في أوروبا، يمكنك أن تفهم لماذا ثلاثة من أشهر الوجوه في هوليوود يقبلون بأداء فيلم ذو سيناريو باهت. فمن منا لا يريد أن يذهب في رحلة إلى أوروبا مدفوعة التكاليف بالكامل؟ هذا هو الجزء الوحيد المنطقي في الفيلم. حيث لا يحتوي The Hitman's Wife's Bodyguard على القصة المؤثرة والقوة المبالغ بها التي تتمتع بها سلسلة Fast and the Furious، لكن أيضاً لا يحتوي على مشاهد الآكشن المميزة بأفلام John Wick. يبدو أن الفيلم يستلهم من أفلام الآكشن الكلاسيكية مثل Die Hard وأفلام آرنولد شوارتزنيغر وجان كلود فاندام لكن لا يمتلك النطاق والسيناريو أو الآكشن لتقديم المطلوب. وبدلاً من ذلك يبدو وكأنه فيلم قد تضعه على شبكة نيتفليكس في عطلة نهاية الأسبوع وتمضي معظم الوقت وأنت تقول لمن يشاهد معك "هل رأيت ذلك للتو؟" وذلك لأن المخاطر والسخافة تزداد أكثر فأكثر مع مرور الفيلم.

يشكل سامويل جاكسون ورايان راينولدز ثنائياً نادراً يمكن أن يقدمان شيئاً متميزاً، لكن راينولدز يحصل على سيناريو يجعله ديدبول من دون القناع واللسان السليط والقوى الخارقة الرائعة، والتي لربما لو كانت لديه هنا لكانت أعطت الفيلم تحولاً مفاجئاً رائعاً. لذا بدلاً من أن يلعب شخصية الرجل المستقيم مقارنة بشخصية القاتل المستهتر (والمسلي دائماً) التي يلعبها جاكسون، فهو يلعب دور رجل مضحك وفكاهي يحب أن يكون حارساً شخصياً أكثر من أي شيء آخر. أما حايك، فإن الفيلم يطلق كامل العنان لها لتلعب النسخة الأكثر تطرفاً من المرأة اللاتينية المتحمسة والجنونية التي قد تراها على الإطلاق. من الواضح أنها تستمتع بوقتها للغاية أكثر من أي شخص آخر، لكن مثل غالبية الفيلم، ليس من الواضح ما إذا كان هذا مقصوداً ليكون محاكاة ساخرة لماهية أفلام الآكشن في هوليوود أم لا.

هناك لحظات من الجنون المطلق حيث تتمنى لو أن الفيلم التزم بتقديم الفيلم الجنوني للغاية الذي من الواضح أنهم أرادوا تقديمه في مرحلة ما. يقدم الفصل الأخير بعض الضحكات الرائعة ولكنه يعتمد أيضاً على محض هراء للوصول بنا إلى هناك. يكون الفيلم في أكثر لحظاته إضحاكاً عندما يصبح مايكل ضحية للثنائي القاتل الذي وجد نفسه عالقاً معهما، فيصبح بمثابة كيس الملاكمة الذي يتلقى ضرباتهما بسبب علاقتهما الرومانسية السادية غريبة الأطوار. يقدم أنطونيو بانديراس أيضاً بعض المشاهد المضحكة بدور الشرير الرئيسي التي تمتاز بغرابة الأطوار أيضاً. مما يلخص مستوى حس الفكاهة الذي يقدمه الفيلم.

لن تحدد ما إذا كان فيلم The Hitman's Wife's Bodyguard سيعجبك أم لا حتى النكتة الأخيرة على الأرجح، وهي سريالية وغريبة للغاية لدرجة أنني أردت أن أرى نسخة الفيلم التي تتناسب مع تلك المناورة السخيفة النهائية. إذا جعلك المشهد تضحك، فربما وجد هذا الجزء معجباً، أو ربما تكون في حالة صدمة فقط، من يدري؟

- ترجمة ديما مهنا