كتبت سماح لبيب

كشفت دراسة بحثية  أمريكية جديدة، إلى أن تمتع محطة الفضاء الدولية  بدرجة عالية من النظافة قد يهدد صحة رواد الفضاء، حيث يتعين عليهم قضاء فترات ستة أشهر هناك، ولكن الظروف النظيفة للغاية قد تلعب دورًا مدمرًا في صحتهم.

وتوصل الباحثون، أن  رواد الفضاء غالبًا ما يعانون من مشاكل المناعة، وطفح جلدي، وغيرها من الحالات الالتهابية أثناء وجودهم على متن المحطة المدارية، وتشير الأبحاث الجديدة إلى أن ذلك قد يكون بسبب ظروفها المعقمة بشكل مفرط.

ويعتقد الباحثون أن صحة رواد الفضاء يمكن أن تتحسن من خلال جلب المزيد من الميكروبات الأرضية إلى المنشأة.

وقال رودولفو ساليدو من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، والمؤلف المشارك الأول للدراسة: "إن البيئات المبنية في المستقبل، بما في ذلك محطات الفضاء، يمكن أن تستفيد من تعزيز المجتمعات الميكروبية المتنوعة بشكل متعمد والتي تحاكي بشكل أفضل التعرضات الميكروبية الطبيعية التي تحدث على الأرض، بدلاً من الاعتماد على مساحات شديدة التعقيم".

وقد تم إجراء البحث بمساعدة رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية، الذين قاموا بأخذ عينات من 803 سطح مختلف على متن المحطة، فقد ثم تم فحص العينات في مختبرات على الأرض، مما مكن العلماء من تحديد أنواع البكتيريا والمواد الكيميائية الموجودة على متن المحطة بدقة.

وتبين أن الجلد البشري هو المصدر الرئيسي للميكروبات في جميع أنحاء المحطة، في حين كانت المواد الكيميائية الموجودة في منتجات التنظيف والمطهرات موجودة في كل مكان أيضًا.

من الجدير بالذكر أن مجتمعات ميكروبية وتوقيعات كيميائية مختلفة تم العثور عليها في وحدات مختلفة من المحطة، وكما قد تتوقع، فإن الأنواع المختلفة تعتمد إلى حد كبير على كيفية استخدام الوحدة، و على سبيل المثال، تحتوي مناطق تناول الطعام على المزيد من الميكروبات المرتبطة بالطعام، في حين تحتوي الحمامات على المزيد من الميكروبات والمستقلبات المرتبطة بالبول والبراز.

ولكن الباحثين وجدوا أن محطة الفضاء الدولية تفتقر إلى الميكروبات الحرة التي توجد عادة في التربة والمياه، وأن إضافة هذه الميكروبات إلى محطة الفضاء الدولية من شأنه أن يحسن صحة رواد الفضاء دون التأثير سلبا على النظافة.

وقال الباحثون إن النتائج قد يكون لها أيضًا آثار على الأشخاص الذين يعيشون ويعملون في بيئات معقمة مماثلة على الأرض.

ويتم الحفاظ على محطة الفضاء الدولية نظيفة ومرتبة بعدة طرق، بما في ذلك جلسات التنظيف بالمكنسة الكهربائية المنتظمة والتي تبدو ممتعة للغاية فى ظروف الجاذبية الصغرى .