كتبت هبة السيد
السبت، 28 ديسمبر 2024 07:00 متتعرض الأعمال التجارية بالفعل لتحولات جذرية بفعل الذكاء الاصطناعي (AI)، حيث توجد الآن أدوات توفر نتائج فورية وعالية الجودة لتحسين بعض العمليات دون عبء التكاليف المرتفعة أو التأخيرات، كما قد يتسبب الذكاء الاصطناعي التوليدي في قلب الطرق التقليدية التي نقيس بها النجاح في الأعمال التجارية.
يشير الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى البرامج التي تنتج نصوصًا عالية الجودة، وصورًا، وأفكارًا، وحتى أكواد البرمجيات المعقدة استجابةً للمطالبات (أسئلة أو تعليمات) من المستخدم، حيث تكمن التطبيقات المدعومة بالخوارزميات المعتمدة على البيانات المستخدمين من إنشاء محتوى عالى الجودة بسرعة، ما يعيد تعريف مقاييس النجاح التقليدية.
مثال ذلك يمكن لتجار التجزئة عبر الإنترنت استخدام روبوتات الدردشة الذكية لتقديم الدعم على مدار الساعة، والإجابة على الاستفسارات وتقديم النصائح.
يمكن للأعمال التجارية التي تمتلك وجودًا على الإنترنت استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحليل المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لفهم مشاعر العملاء، كذلك يتيح الذكاء الاصطناعي للأعمال التجارية أتمتة المهام مثل كتابة نصوص التسويق، وصياغة منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، وإنشاء مقالات المدونات.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي التعامل مع الاستفسارات الروتينية للعملاء، وإدخال البيانات، وجدولة المواعيد، ما يتيح وقتًا ثمينًا للمبادرات الاستراتيجية.
تعد منصات مثل GPT-4 وGeminiAI وCo-Pilot إما مجانية أو بأسعار معقولة، مما يسهل على الشركات الصغيرة الاستفادة من القدرات المتطورة التي كانت محصورة سابقًا في الشركات الكبرى ذات الميزانيات الأكبر.
يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي إنتاج المحتوى في الوقت الفعلي تقريبًا، وتقديم نتائج دون التأثير على الجودة، وفي الواقع، تتحسن أدوات الذكاء الاصطناعي في ما تقوم به كلما تعرضت لمزيد من البيانات.
يمكن للأعمال التجارية التي تعمل بنماذج "كخدمة" الاستفادة بشكل خاص من الذكاء الاصطناعي، في أحد هذه النماذج المعروف باسم المحتوى كخدمة (CAAS)، تقدم الشركات للمنظمات الأخرى وصولا سريعا إلى محتوى مكتوب ومرئي عالي الجودة. كانت هذه المهام، التي كانت مقتصرة على البشر، تنجز الآن بواسطة الذكاء الاصطناعي.
كما يمكن للشركات التي تعمل بنموذج البرمجيات كخدمة (SAAS) الاستفادة من الذكاء الاصطناعي نظرًا لأن بعض البرامج الآن تولد أكواد برمجية معقدة.
تاريخيًا، كان يتم تعريف إدارة المشاريع ونجاح الأعمال إلى حد كبير من خلال معادلة بسيطة، مثل التكلفة والوقت والجودة، وغالبا ما كانت تسمى هذه المعادلة "المثلث الحديدي" من منظور الكفاءة التشغيلية، حيث تشير إلى أنه من أجل تحقيق درجة من الجودة، يجب على الشركات موازنة التكلفة مع الوقت الذي يستغرقه الوصول إلى تلك الجودة.
على سبيل المثال، إذا طلب من شيء ما أن يتم تسليمه بسرعة وبجودة عالية، فإن ذلك غالبًا ما يؤدي إلى تكاليف أعلى، يساعد التخطيط الجيد والجدولة على ضمان الأسعار التنافسية والجودة الموثوقة.
غالبًا ما يؤدي تقديم النتائج بسرعة إلى استثمار المزيد من الموارد، مثل العمل أو المعدات المتخصصة، مما يزيد من التكاليف الإجمالية، في المقابل قد تؤدي الحلول منخفضة التكلفة إلى تراجع الجودة.
توجد معادلة أخرى ذات صلة، وهي السرعة مقابل الدقة، وإذا كان يجب إنجاز شيء ما بسرعة، غالبًا ما يتم التنازل عن الدقة.
لكن الذكاء الاصطناعي قد قلب هذا التفكير، حيث يمكن للشركات الآن تحقيق السرعة والدقة في الوقت نفسه من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، وهذا يمكن أن يعزز الإنتاجية ويحفز الابتكار دون التأثير على الجودة.
والعديد من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي تعتمد على السحابة، مما يقلل من الحاجة إلى تكاليف بنية تحتية كبيرة، كما أنها سهلة الاستخدام ولا تتطلب خبرة متخصصة، وهذا يعني أن المنظمات لم تعد بحاجة إلى موهبة متخصصة لتعزيز قدرتها التنافسية داخل مؤسساتها.
تضمنت ميزانية الخريف الأخيرة لحكومة المملكة المتحدة العديد من الزيادات الضريبية التي ستؤثر على الشركات، خاصة بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) التي لا تمتلك احتياطيات مالية لتحمل التحديات الاقتصادية الكبيرة.
قد تقوم الشركات إما بتجميد ميزانيات التوظيف أو تقليصها، وفي ظل هذه البيئة الاقتصادية الصعبة، تستخدم الشركات الصغيرة والمتوسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحويل الكفاءة والإنتاجية وكذلك لتحسين الوصول وتقليل التكاليف.
لقد أعاد الذكاء الاصطناعي التوليدي صياغة معادلة التكلفة والوقت والجودة، وتمكن الشركات من القيام بالأشياء بسرعة ودقة في الوقت نفسه دون الحاجة إلى التنازل.
وبالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة، فإن الذكاء الاصطناعي قد أسقط الحواجز التنافسية وفتح آفاقًا للبقاء في السوق خلال فترات الاضطرابات الاقتصادية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.