تغيرت ملامح الحروب بشكل جذري في العصر الرقمي الحديث، حيث أصبحت الفضاءات الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات الدول والجيوش. فلم تعد المواجهات مقتصرة على المعارك التقليدية، بل أضيف إليها سلاح جديد يُغير موازين القوى في الصراع وهو "الإختراقات والهجمات السيبرانية".
الإختراقات لم تعد مجرد هجمات فردية من مبرمجين ماهرين، بل أصبحت جزءًا من استراتيجيات الحروب الحديثة، حيث يمكن للدول الآن استخدام الهجمات السيبرانية لتعطيل البنية التحتية الحيوية للأعداء، مثل الكهرباء والمياه، بل وحتى استهداف الأنظمة الاقتصادية والإدارية، وهذه الهجمات باتت تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي، وفي بعض الحالات، قد تُحدث تأثيرًا أشد من الهجمات العسكرية التقليدية.
وأحد أبرز الأمثلة على استخدام الإختراقات كسلاح استراتيجي هو هجوم Stuxnet على المنشآت النووية الإيرانية في 2010، حيث تم تصميم الفيروس لتعطيل أجهزة الطرد المركزي الخاصة بتخصيب اليورانيوم، وكان الهدف هو تعطيل برنامج إيران النووي من دون اللجوء إلى المواجهة العسكرية المباشرة. هذا الهجوم كان بمثابة نقطة فارقة في فهم كيفية استغلال الفضاء الرقمي لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية.
والتأثيرات المحتملة للهجمات السيبرانية في الحروب لا تقتصر فقط على تعطيل الأنظمة الحكومية أو العسكرية، بل تمتد لتشمل التأثيرات النفسية على الشعوب. فالهجمات على البنية التحتية، مثل انقطاع الكهرباء أو تدمير شبكات الاتصال، تؤدي إلى حالة من الفوضى، مما يساهم في زعزعة الاستقرار الداخلي. على سبيل المثال، الهجوم على الشبكة الكهربائية الأوكرانية في 2015 تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف من المواطنين، وهو ما يعكس مدى تأثير هذه الهجمات في الحياة اليومية.
في سبيل مواجهة هذه التهديدات، لم تقتصر الدول على الدفاع التقليدي، بل اتجهت إلى تعزيز أمنها السيبراني. حيث تم تخصيص مليارات الدولارات لتطوير تقنيات متقدمة تشمل الذكاء الاصطناعي، وتدابير الحماية الإلكترونية مثل الجدران النارية، وأنظمة كشف التهديدات المتقدمة. وعلى الرغم من ذلك، تبقى الهجمات السيبرانية دائمًا خطوة في السباق بين الهجوم والدفاع.
وفي ظل هذه المتغيرات، يطرح السؤال الأهم: كيف يمكن للمجتمع الدولي تنظيم الحروب السيبرانية؟ فهناك حاجة ملحة لوضع قوانين دولية تُنظم هذا المجال، وتحمي المدنيين، وتحد من التأثيرات السلبية لهذه الهجمات على أمن واستقرار الشعوب.
ختامآ، الإختراقات في زمن الحروب أصبحت سلاحًا جديدًا يغير موازين الصراع. ومع تزايد تأثير الهجمات السيبرانية على الأمن الوطني، تزداد الحاجة إلى تعزيز الحماية السيبرانية والتعاون الدولي من أجل تنظيم هذه الحروب الرقمية التي أصبحت جزءًا أساسيًا من معركة العصر الحديث.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.