بعد نجاح سوني في إفتتاحية عالمها السينمائي الخاص بشخصية سبايدرمان عبر فيلم Venom الذي صدر عام 2018 ولقي نجاحاً كبيراً من ناحية العائدات، قررت استوديوهات سوني إنتاج سلسلة من الأفلام التي ترتبط بإسم سبايدرمان دون تواجده. لكنها للأسف لم تلق نجاحاً مماثلاً لفيلمها الأول. إذ تستمر الإخفاقات وبدأت سوني بمواجهة نظرة سلبية جدًا تجاه أفلامها من قبل محبي مارفل والقصص المصورة. استمرت تلك النظرة بالنمو فيلمًا تلو الآخر, حتى وصل فيلم Madame Web بتطلعات شبه معدومة، فهل يفاجئ الجميع؟
يحكي الفيلم قصة كاساندرا ويب، أخصائية طب طوارئ تبدأ باكتشاف قوى غريبة تجعلها ترى المستقبل، وسط مهمة صعبة للدفاع عن ثلاث شابات من خطر كبير. الفيلم من بطولة داكوتا جونسون، سيدني سويني، إيزابيلا مونير، و طاهر رحيم.
لم يكن الجميع في إنتظار فيلم بمستوى عالي من الكتابة والإنتاج، ولكن رغم ذلك فوجئنا بمدى تواضعه. ورغم كونه أطول فيلم في عالم سوني السينمائي حتى الآن بمدة تصل إلى ساعة و 54 دقيقة، إلا أن الفيلم حاول تقديم قصة طويلة بشكل مختصر وسريع. مما أدى إلى قرارات غريبة في المونتاج وسلاسة الطرح وتسلسل الأحداث. قد يكون ثلث الفيلم الأول هو الأفضل. حيث ركز بشكل كبير على حياة كاساندرا وتدرج تحولها إلى مدام ويب. كان الفيلم في أقوى لحظاته حين تعامل مع صراع كاساندرا النفسي مع التحولات التي تشهدها. فكانت داكوتا في أفضل مستوياتها التمثيلية خلال تلك المشاهد. ولكن لم يستمر ذلك التألق بعد ذلك. إذ بدأ الفيلم بالتدهور بشكل سريع فور تقديم الشخصيات المساعدة والشرير الرئيسي.
شارك آدم سكوت التألق مع داكوتا في الفيلم. إذ قام بتجسيد شخصية مألوفة لعشاق سبايدرمان وبشكل ممتاز. يتشارك الثنائي مشاهد ممتازة بداية الفيلم قبل أن تتقلص مدة ظهور آدم بشكل كبير. لم تبرز أي من الشابات في الفيلم رغم تواجدهن لمدة كافية لذلك، بل كان ظهورهن بشخصيات مختلفة وسطحية جدًا خالية من أي تعقيدات. ولا ترتقي كتابة الشخصيات لمستوى الأبطال الذين يحملون إسم "سبايدر" مثل بيتر باركر ومايلز موراليس على سبيل المثال.
رغم تواجدهن ببدلاتهم البطولية بشكل كبير في حملة الفيلم الترويجية إلا أن ظهور الثلاثي بشكل بطولي يكاد لا يذكر. ولم تحصل أياً منهن على فرصة طرح قصة حصولها على تلك القوى. فكان استخدامهن مجرد أداة لتواجد شرير رئيسي في القصة. وحتى مع تواجد دافع معين للشرير، لا تزال دوافعه غير منطقية وقد تتوافر العديد من الحلول لحل معضلته بكل سهولة. تتكرر ذات المشكلة في أفلام عدة من سوني. وذلك لأن الأفلام التي يتم إنتاجها تتمحور حول شخصيات لا تُعتبر من الأبطال، فكيف تقدم شخصية شريرة في فيلم عن شخصية شريرة كذلك في الأصل؟
في بعض الأحيان تسعف المؤثرات البصرية والتصوير السينمائي الفيلم من الفشل التام. لكن الأمر ليس كذلك في Madame Web، فلم يكن التصوير أحد نقاط قوته بل كان في كثير من الأحيان نقطة ضعف كبيرة خصوصًا في مشاهد الأكشن السريعة. إذ قد يبدو للمشاهد أن الفيلم يحاول إخفاء تحركات شخصياته بتصوير متحرك أو مهزوز. ولكن اللحظة الأضعف تقنيًا في الفيلم كانت للشخصية الشريرة "إيزيكيل". في إحدى مشاهد الحوارات بين الشرير ومساعدته الشخصية، تلاحظ عدم تزامن صوت حديثه بحركة الشفاه. مما يطرح سؤال إن خضع الفيلم لكم هائل من التغييرات في اللحظات الأخيرة وجعلته يخرج بمثل هذا الشكل الهزلي.
يستكمل Madame Web سلسلة إخفاقات سوني في إنتاج أفلام تليق باسم سبايدرمان وعالمه الغني بالشخصيات. فمع مؤثرات بصرية وصوتية متواضعة، وقصة تعتمد على شرير بدوافع غير منطقية، وشخصيات مساعدة سطحية جداً، تجد داكوتا جونسون نفسها تحاول التألق في عمل لا مفر له من الفشل الفني.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.