«مخاوف.. وتفاؤل»
خلال العقدين اللذين تليا الإطاحة بحكم طالبان عام ٢٠٠١ ، تمكنت النساء الأفغانيات من دخول المدارس والجامعات والانخراط في سوق العمل، غير أن سيطرة الحركة على أفغانستان جددت مخاوف الأفغانيات والأفغانيين على السواء من أن تعود طالبان إلى سيرتها الأولى قبل 20 سنة، ويحرمون من الحقوق التي اكتسبوها. ورغم مرور ٧٠ يوما على سيطرة طالبان على مقاليد الحكم لم يشعر الأفغان والمجتمع الدولي بتغير جذري في المشهد الأفغاني، وما زالت حالة التوجس والخوف أكثر من التفاؤل، بل وصل في بعض المناطق الأفغانية الغضب المكتوم بين القوى السياسية وطوائف الشعب الأفغاني بسبب عدم تشكيل الحكومة الموسعة وعدم السماح للنساء بالعمل أو التوجه لمدارسهم وجامعاتهم وظهور بعض الممارسات المتشددة ضد بعض أفراد الشعب الأفغاني، واحتكار السلطة وإقصاء أطياف المجتمع وسط مخاوف من عودة الحركة لسابق سيرتها التي حدثت في ولايتها الأولى في الفترة من 1996 وحتى 2001، وبات هناك ترقب دولي في ظل إحجام دول كبرى عن الاعتراف بحكومة طالبان.
«القوى السياسية الأفغانية تترقب»
القوى السياسية والمجتمع الأفغاني ما زالوا يترقبون موقف المجتمع الدولي حيال حركة طالبان، وفي الوقت الذي استمرت لهجة طالبان التصالحية إلا أن ظهور بعض ممارسات انتهاكات حقوق الإنسان جعل الأفغانيين يشعرون بمخاوف كثيرة، على الرغم من محاولة الحركة المتكررة طمأنة المجتمع الدولي بشأن تعليم الفتيات واحترام حقوق الإنسان، وعدم تقييد الحريات العامة، إلا أن ظلال حكم طالبان في أفغانستان قبل عقدين من الزمن، لا تزال تنعكس على صورة الحركة.
«المجتمع الدولي متمسك بشروط الاعتراف»
لقد وضع المجتمع الدولي شروطا وضوابط للاعتراف بحركة طالبان، لعل أولها أن تتوافق أفعال الحركة مع تصريحات قادتها التي تتميز بالمرونة، وتوحي بأنها لن تعود سيرتها الأولى قبل 20 سنة، لكن تصرفات طالبان على الأرض تجدد مخاوف المجتمع الدولي على مستقبل بلاد الذهب التي قد تذهب إلى طريق الفوضى والاضطرابات، حيث تشهد أفغانستان نزوحًا جماعيًا في مجالات عدة منها التعليم والفنون والثقافة، خاصة المرتبطة أعمالهم بتمويلات خارجية، فمصيرهم مرتبط بقرارات الحركة.
ويرى عبدالجبار بهير مدير المركز الأفغاني للإعلام والدراسات من كابل، أنه لا تزال هناك مخاوف موجودة حول قراءة طالبانية حول مستقبل أفغانستان، مضيفًا أنه لا تزال هناك مواقف متشددة.
«العالم ينتظر الأفعال»
ويشدد بهير على أنه يتوجب على الحركة أن تعترف بحق التعليم للمرأة الأفغانية، مشيرًا إلى أن للحركة تصريحات بتنازلات واضحة بأنها لن تمنع الأنثى من الذهاب إلى المدارس، وأن القنوات الإعلامية موجودة ولكن على الأرض لم تنفذ أو قد تحتاج لوقت كبير لكي تنفذ.
«مصير تصريحات طالبان التصالحية»
وكان مولوي جانات غول عزيز وهو من قيادات طالبان قد قال: «نحن لسنا ضد التعليم، فسياسة الإمارة هي أن يحصل الفتيان والفتيات على التعليم، طالما لم تهمل قوانين الشريعة الإسلامية، إذ يمكن للفتيات المحجبات من جميع الأعمار الحصول على التعليم ولا مشكلة في ذلك.. إلا أن استمرار إغلاق مدارس وجامعات النساء وضع علامة استفهام تجاه ربط طالبان أقوالها بأفعالها. ويتخوف المجتمع الدولي من عودة سيناريو التشدد في أفغانستان خصوصا ما قامت به حركة طالبان بتعليق جثث أربعة أشخاص على رافعات في مدينة هرات، بعد قتلهم رميا بالرصاص بتهمة ضلوعهم في عملية اختطاف، حسبما أفادت وسائل إعلام.
«لقطات صادمة من هرات»
وشكلت اللقطات التي نقلتها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن الإعدامات صدمة في الشارع الأفغاني والمجتمع الغربي. ولم تعلق طالبان على هذه الحادثة، وقامت «عكاظ» بالاتصال على المتحدث باسم طالبان الملا سهيل ولكنه لم يرد على جواله. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن شاهد عيان أنه تم إحضار أربع جثث إلى الساحة الرئيسية في المدينة، ونقلت ثلاث جثث إلى ساحات أخرى في المدينة لعرضها.
ووفقا لوسائل إعلام محلية في هرات، فقد أبدى الأربعة مقاومة مسلحة لطالبان أثناء اختطافهم رجل أعمال وابنه في هرات، أطلقت عليهم طالبان النار على الفور. ويقول شهود عيان في المدينة إن الحركة علقت جثثهم في أربعة مربعات. وكان الملا نور الدين الترابي، أحد مؤسسي طالبان، صرح لأسوشيتد برس، بأن الحركة، التي كانت تحكم أفغانستان في الفترة من 1996 إلى 2001، ستعود إلى تنفيذ عمليات الإعدام وبتر الأيدي، وإن لم يكن ذلك علنا. ولم يصدر أي تعليق رسمي من قادة طالبان على هذا التصريح.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.