الارشيف / السعودية / المواطن

الحسد

  • 1/2
  • 2/2

بقلم : أ.د / عوض بن خزيم آل مارد الأسمري

الحسد مرضٌ عضالٌ- كفانا الله وإياكم شره- فبسببه أُخرِج إبليس من الجنة، ثمّ أصبح من أهل النار، وبسبب الحسد قتل قابيل أخاه هابيل.

إنّه أول ذنب عُصِي الله به في السماء، وأول ذنب عُصِي الله به في الأرض، فحسد إبليس آدم. وحسد قابيل أخاه هابيل.

– الحاسد هو جندي مخلص من جنود إبليس.

– الحاسد يتخلّقُ بأخلاق اليهود في حسدهم المؤمنين. يقول الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ}.

– الحسد صفة من صفات المنافقين؛ فهم أشد عداء للمؤمنين، يقول الله تعالى: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.

– الحاسد يعترض على الله في قسمة الأرزاق، وعلى فضل الله على خلقه. فيتمنّى ما لدى الآخرين من فضل، كما يتمنّىٰ زوال فضل الله عنهم، وقد حذر الله من اشتهاء ما فضّل الله تعالى به الناس بعضهم على بعض. يقول الله تعالى: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}.

ويقول تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا}.

– الحاسد مكفهر الوجه دائمًا، حقود، ضيق الصدر، قلبه دائمًا في عذاب، وصدره مليء بالهم والغم، صدره مشتعل بالنار، وصدق من قال: لله دَرُّ الحسد ما أعدَلَه! بدأ بصاحبه فقَتَلَه!

ويقول الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى: “يا ابنَ آدم لِـمَ تحسدُ أخاك، فإن كان الذي أعطاه أعطاهُ لكرامته عليه، فلِمَ تحسدُ مَن أكرمه الله؟! وإن كان استدراجًا له ليزداد طغيانًا وكفرًا، فلِمَ تحسدُ مَنْ مصيرُه إلى النار”.

يقول الشاعر العظيم شوقي:

وأرِحْ جَنْبَكَ من داء الـحَسَدْ *** كم حَسُودٍ قد توفَّاهُ الكَمَدْ

الحسد هو سبب الشقاء.. والفتنة.

نسأل الله أن يكفينا شر كل حاسد. وأن يحفظ لنا الصحة في الأبدان، والأمن في الأوطان. وأن يشغل كل حاسدٍ بنفسه.

والله سبحانه وتعالى عادلٌ في قضائه، فقد عاقب الحاسد عقابًا عظيمًا في الدنيا.. يعقبها حسرةً وخسارةً في الآخرة.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ؛ فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ.

ومَنْ أضاع حسناته في الدنيا، فهو في الآخرة من الخاسرين.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المواطن ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المواطن ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا