دعا الكاتب والإعلامي د. سعود كاتب إلى فصل مركز التَّواصل الحكومي عن وزارة الإعلام، ودمجه في كيان أشمل يقع تحت مجلس الشؤون السياسيَّة.
التنسيق والتكامل بين جميع الجهات
وأضاف في مقال له بصحيفة المدينة بعنوان “نظرة أشمل لمركز التواصل الحكومي”: “على أن يتولى المجلس مهمَّة التَّنسيق والتَّكامل بين جميع تلك الجهات ذات العلاقة، وضمان أنَّ كافَّة أنشطتها وممارساتها (إعلاميَّة وغير إعلاميَّة) تسير وفق رؤية واحدة، دون وجود أيِّ تعارض وازدواجيَّة بينها، أو هدر غير لازم في مواردها. ونحن بالمناسبة لا نُعيد بذلك اختراع العَجَلَة، فهذا الأمر هو المطبَّق منذ سنوات طويلة لدى دول متقدِّمة جدًّا في المؤشِّرات الدوليَّة المعنيَّة”.
وقال الكاتب في مقاله: “لا يختلف اثنان على الدَّور الهام الذي يقوم به مركز التَّواصل الحكومي، وذلك في مهامِّه التي حدَّدها لنفسه على موقعه على الإنترنت، بالعبارة التالية: (مركز التَّواصل الحكومي، هو أحد الأذرع الحيويَّة لوزارة الإعلام، التي تنصبُّ مهمَّتها الأساسيَّة على تعزيز أدوات التَّواصل الحكومي؛ وتحقيق التَّكامل بينها، وفقًا لبرنامج عمل إعلامي متكامل، يحقِّق إستراتيجيَّة الوزارة في توحيد الرسالة الإعلاميَّة، والارتقاء بقدرات العاملين في المجال الإعلامي، بما يعكس الصورة الحقيقيَّة للمملكة في الداخل والخارج.. ويهدف المركز إلى تحقيق التَّكامل والتَّنسيق بين الأجهزة الحكوميَّة، ووسائل الإعلام؛ لمواكبة التطوُّر الذي تشهده المملكة، ومساندة الإدارات الإعلاميَّة الحكوميَّة في أداء رسالتها، وفق أفضل الممارسات العالميَّة، ودعم قدرتها على التخطيط الإستراتيجي، والتَّنفيذ بأعلى كفاءة)”.
وأضاف: “خلاصة ما سبق باختصار شديد، هو أنَّ مهمَّة المركز الأساسيَّة هي دعم وتنسيق العمل (الإعلامي) بين كافَّة الأجهزة الحكوميَّة ووسائل الإعلام؛ بهدف تعزيز صورة المملكة داخليًّا وخارجيًّا”.
القوة الناعمة للمملكة
وتابع سعود كاتب: “ورغم الأهميَّة القُصوى لهذه المهمَّة، إلَّا أنَّها تفترض أنَّ الإعلام هو الأداة الوحيدة لتعزيز الصورة، وأنَّه العامل الوحيد الذي يتطلَّب التَّنسيق والتَّكامل بين الجهات المعنيَّة المختلفة. وفي واقع الأمر فإنَّ هذا الافتراض، وهذه النَّظرة كانت سائدةً لأكثر من أربعة عقود مضت، غابت خلالها عن العالم أهم مصادر قوَّتنا النَّاعمة؛ التي تعكس أجمل ملامحنا؛ من ثقافة وفنون وسينما ومسرح، وتنوُّع بيئي وجغرافي، وآثار، وغيرها. وأدَّى عدم تمكُّن العالم من رُؤية تلك الملامح طوال تلك الفترة؛ لجعله يكتفي دومًا بالحكم علينا عن بُعد، وينظر لنا وكأنَّنا مخلوقات غريبة من كوكب آخر، تصعب جدًّا زيارته ورؤيته من الداخل”.
وتطرق سعود كاتب إلى رؤية 2030 بقوله: “عندما جاءت رؤية 2030 الميمونة، تغير كل ذلك، حيث إنها بثت الحياة في مصادر وكنوز قوتنا الناعمة، وفتحت المملكة على العالم، وأتاحت له الحضور إليها بسهولة ويسر لرؤية ملامحها الجميلة الحقيقية”.
فصل التواصل الحكومي عن الإعلام
وتابع: “وهكذا أصبحت مهمة التعريف بالمملكة، وتعزيز صورتها وجاذبيتها ليست حكرًا على الإعلام وحده، ولكنَّها مسؤولية شاملة للجميع، من ثقافة وسياحة ورياضة وترفيه وتعليم وبيئة واستثمار، وأنشطة قطاع غير ربحي، وقطاع خاص، ومراكز بحوث ودراسات، وغيرها، وبالتَّالي أصبحت مهمَّة التَّنسيق والتَّكامل بين جميع هذه الجهات أمرًا أكثر أهميَّة وشموليَّةً وتعقيدًا، وأي استمرار بافتراض أنَّها مهمَّة تقتصر على الإعلام وحده، هو خطأ كبير؛ وتحميل للإعلام أكثر بكثير ممَّا يحتمل”.
وختم سعود كاتب بقوله: “خُلاصة القول: هو أنَّه قد يكون من الضروريِّ في المرحلة الرَّاهنة الجديدة المختلفة كليًّا، فصل «مركز التَّواصل الحكومي» عن وزارة الإعلام، ودمجه في كيان أشمل يقع تحت مجلس الشؤون السياسيَّة، ويتولَّى مهمَّة التَّنسيق والتَّكامل بين جميع تلك الجهات ذات العلاقة، وضمان أنَّ كافَّة أنشطتها وممارساتها (إعلاميَّة وغير إعلاميَّة) تسير وفق رؤية واحدة، دون وجود أيِّ تعارض وازدواجيَّة بينها، أو هدر غير لازم في مواردها. ونحن بالمناسبة لا نُعيد بذلك اختراع العَجَلَة، فهذا الأمر هو المطبَّق منذ سنوات طويلة لدى دول متقدِّمة جدًّا في المؤشِّرات الدوليَّة المعنيَّة”.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المواطن ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المواطن ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.