الارشيف / السعودية / عكاظ

مجمع التحرير.. من «أيقونة» الخدمات الحكومية إلى «فندق عالمي»

«مجمع المصالح والخدمات الحكومية» أحد أقدم وأعرق المباني الواقعة في قلب العاصمة القاهرة، الذي أغلق في عام . كان المصريون يطلقون عليه «مجمع التحرير» كونه يجمع نحو 30 جهة حكومية تقدم خدماتها للمصريين والأجانب.

المجمع المقام على مساحة نحو 28 ألف متر مربع بدأت فكرة إنشائه عام 1948 في عهد الملك فاروق، بعدما تم هدم الثكنات العسكرية الإنجليزية التي كانت تحتل الميدان، وكان اسمه في ذلك الوقت «ميدان الإسماعيلية»، ثم تغير إلى «مجمع التحرير» عام 1952، وكان الهدف من إنشائه جمع المصالح الحكومية في مبنى واحد ترشيداً للإنفاق بدلاً من استئجار عدد من المصالح الحكومية في أحياء القاهرة.

افتتح عام 1951 بتكلفة بلغت 350 ألف جنيه مصري، وأشرفت عليه شركات مقاولات مصرية وإيطالية، وبلغ ارتفاعه 55 مترا، ويحتوي على 1356 حجرة للموظفين، ويتكون من 14 طابقا، وكان يتسع لنحو 4 آلاف موظف في ذلك الوقت، ومع مرور السنين تضاعف عدد الموظفين العاملين فيه حتى بلغ نحو 18 ألف موظف، من مصالح حكومية متفرقة، ويتميز بالصالات الواسعة والمناور والنوافذ العديدة والممرات الكثيرة بكل دور.

وكانت الإدارة العامة للمرور في القاهرة أول جهة حكومية مصرية أوصت بإغلاقه عام 2000، عندما وجهت مذكرة رسمية إلى رئيس الوزراء السابق الراحل الدكتور عاطف عبيد تطالبه بضرورة إيجاد حل لمبنى مجمع التحرير، متهمة إياه بأنه السبب الأول في تكدس المرور والزحام الشديد وسط العاصمة، رغم وجود محطة مترو «السادات» لخدمة المترددين عليه، مشددة على أهمية «تفكيكه» بحل الإدارات ونقلها إلى جهات أخرى، وهو ما تم بالفعل بغلق جهات تابعة لوزارة التربية والتعليم والشباب والرياضة والتأمينات الاجتماعية والتموين والداخلية، قبل أن يتم غلقه بالكامل في عام 2020، بعدما انتقل إلى صندوق مصر السيادي.

وبعد أكثر من 70 عاماً على افتتاحه وانتهاء مهمته كمبنى حكومي عريق، يصل «أيقونة» التحرير إلى محطة جديدة من حياته بتحويله إلى فندق عالمي ضمن إستراتيجية خطة الصندوق السيادي المصري بتكلفة تقدر بنحو 220 مليون دولار ليتناغم مع طبيعة ما تقوم به الدولة المصرية في منطقة وسط القاهرة الخديوية، وتغيير اسمه إلى «كايرو هاوس» وهي شركة ممثلة لتحالف أمريكي تضم مجموعة «جلوبال فينتشرز ووكسفورد كابيتال والعتيبة للاستثمار».

وشهد رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي أخيرا مراسم توقيع اتفاقية مع التحالف الفائز بتطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير. وأعرب أعضاء التحالف عن سعادتهم بالفوز بعقد تنفيذ المشروع. وأفادت وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد بأن مجمع التحرير الذي انتقل إلى صندوق مصر السيادي شهد عقد مجموعة من اللقاءات مع المطورين لكيفية استغلاله مع المحافظة على الطابع التاريخي للمبنى، وتم الاتفاق مع الشركة الأمريكية على تحويل نشاط المبنى من إداري إلى سياحي بإجمالي نحو 450 غرفة فندقية فاخرة، إضافة إلى عدد من المطاعم، وأماكن مخصصة للاجتماعات وإقامة الفعاليات، وسيضم أيضا أكبر وجهة ترفيهية مفتوحة على سطح المبنى ستكون الأكبر من نوعها في القاهرة. ومن المنتظر أن يبدأ التحالف الفائز بتطوير المبنى منتصف العام الحالي.

يذكر أن مجمع التحرير شاهد على تاريخ مصر وأحداثها القديمة والحديثة، كما أنه شاهد على ثورات مصر المختلفة وآخرها أحداث ثورة 25 يناير عام 2011، كما يحمل بين جدرانه حكايات وأسرارا وذكريات عديدة، من بينها أعمال فنية ارتبط بها المصريون وعلى رأسها فيلم «الإرهاب والكباب» للفنان عادل إمام.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا