ندرك أنّ التغيير والتغيّر من سنن الكون، لكننا ندرك أيضاً أنّ لدينا قيادة ملهمة تتمتع بحس استثنائي، ولا تخشى اقتحام الصعاب، وتمتلك، علاوة على ذلك، عزيمة المجابهة بالحكمة، والواقعية، وبُعد النظر، والوعي السياسي، ما جعل السعودية دولة حيوية لفتت، وما انفكّت، أنظار العالم في وقت وجيز، وأصبح نفوذها مؤثراً بالمقارنة مع القوى الإقليمية الأخرى.
هذه التحولات البنّاءة المرافقة للتنمية الاقتصاديّة التي تحقق الرفاهية بسائر وجوهها، وما نشهده من انفتاح ثقافي وفكري واجتماعي كتجلٍّ للذهنيّة الجديدة، تجعل جيل الشباب أكثر حظاً من جيل الماضي، بالنظر لرغد العيش والأمن والتطور، بالرغم من أنّ الماضي له سحره لدى هؤلاء الذين من جيلي أو أكبر، إذ إنّ عبق التاريخ وصفاء الحياة وبيئة المكان لها مزاياها، خصوصاً إذا ما اقترنت بالمناسبات الاجتماعيّة والثقافيّة في ما مضى، مثل المناظرات الشعرية، أو المهرجانات الأخرى، كمواسم الحصاد، وتلك البيادر التي تقام في الأحياء، حيث يجلب الناس من مزارعهم أغماراً من القمح، فيجتمعون في الحي، ويدرسون البيادر، وبعد ذلك يذرّونها في الهواء لفصل القش عن الحَب.
هذه المناسبات الاجتماعيّة والثقافيّة، وإن كان لها رونقها وتسهم في صقل شخصية الإنسان وتكاتف المجتمع، وتمثل موائد حنين ونوستالجيا تتوهج في الذاكرة، فتبقى جميلة، إلا أنها تعكس في الوقت نفسه مدى صعوبة هاتيك الحياة، وطبيعة تلك الأزمنة، من حيث شظف العيش والإنهاك والضنك والمعاناة، هذا إذا أضيف إلى صعوبة الجو القاسي، والطقس الحار في الصيف، والبارد في الشتاء، بغياب المكيفات والكهرباء ووسائل الراحة الأخرى التي تمثل صلب مقومات الحياة.
تلك الأزمنة الصعبة يقابلها الآن يسر في نمط العيش الرغيد للجيل الشاب، إذا ما قورنت بمشقة الماضي. لذا وفي الوقت الذي نتطلع فيه إلى مستقبل متألق يحاكي لغة العصر بهمّة شبابنا الواعد، فإننا نفتخر بتراثنا العريق وأصالته، فالنهضة التي أشرقت في أوروبا، والشيء بالشيء يُذكر، لم تُسقط من ذاكرتها الإرث الثقافي والفكري والحضاري للإغريق واليونان، والذي شكّل الخميرة لانبثاق النهضة وشروق عصر التنوير. لذا نزهو بتاريخنا وإرثنا وعرَقنا الذي بلّل الدروب، لأنه جعلنا نقف على أرض صلبة محفزة للعطاء والتواصل والانفتاح، والأهم من ذلك: التحدي.
الشعور المتدفق المرصع بالزهو الذي يعتري المواطن اليوم نابع من الامتنان لهذه القيادة التي ما فتئت توفر أسباب الراحة والطمأنينة للمواطن، ضمن سياقات التغيير الذي شكلت علامات مضيئة في تاريخ مسيرة المملكة النهضوية والتنموية، فلقد تطور ونما مستوى المعيشة Standard of living، من حيث قيمة السلع والخدمات المنتجة والمستهلكة والناتج المحلي الإجمالي GDP في الاستثمار التجاري والإنفاق الحكومي، وصافي الصادرات والاستثمارات ومستوى الدخل، وجودة الحياة في مختلف المجالات كالتعليم وحقوق الإنسان ورفاهيته، وفق رؤية خلّاقة للتنمية البشرية تتفق مع معايير التطور التي وضعتها الأمم المتحدة، والتي تُحدد على أساسها مستويات التنمية في مختلف الميادين.
يضاف إلى ذلك كله، أنّ المملكة مصدر كبير للطاقة، ورائدة في صناعة البترول العالمية، تشرق فيها كلَّ يوم أفكار جديدة تحمل مشاريع مبتكرة لتحقيق التنوع الاقتصادي، مثل الإستراتيجية الجديدة للصناعة الوطنية. وقد أكد وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أنّ المملكة تعمل أيضاً على توطين المواد المستدامة في مجال التعدين الأخضر، ولديها رؤية طموحة في هذا المجال تقوم على تنويع مصادر الطاقة، ضمن برنامج التحول إلى الطاقة النظيفة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الذرية، واستخدام الهيدروجين النظيف الأخضر، وإنتاج السيارات الكهربائية.
وفي سياق تعزيز مصادر الدخل عبر عملية التحول الاقتصادي، نجد أنّ المشاريع الكبرى مثل مشروع مدينة نيوم، والبحر الأحمر، وروشن العقاري، والدرعية، تصبّ في جعل المملكة قِبلة استقبال وجذب للاستثمارات، ودعم الإستراتيجية الوطنية للسياحة، بما يسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي، ويحقق الازدهار للوطن والمواطن.
السعودية ماضية في مسيرتها التنموية ضمن رؤية قائدها وملهمها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، التي تعتمد على خميرة الشباب الذين يمثلون وقود العمل الدؤوب نحو التطور والبناء ومعانقة السماء بروح تواقة متأججة حيوية ونشاطاً وفكراً وإبداعاً وخيالاً يفوق خيال الشعراء الذين يحدوهم الأمل لتلمّس مَواطن الجمال، والتشوّف إلى اقتناص بدائع الصور.
هذه التي نحيا عنفوانها تجربة خلاقة يفاخر بها المجتمع السعودي في العهد الزاهي، وقد أخذت بأساليب العصر الحديث، وفتحت الأروقة للروح للتنفس والتجدد، ومضت تحفّز أبناء الوطن العزيز للعمل للمستقبل الذي تنشده القيادة، والعطاء بلا حدود لتحقيق الرؤى في مجتمع ناهض يجترح الإسهامات الإبداعية الخلاقة ويغنيها.
وبموازاة ذلك، لا تألو هذه القيادة جهداً في سبيل صيانة المصالح في العلاقات الدولية، واحترام مواثيق المجتمع الدولي في ترسيخ أسس الأمن والاستقرار، وتعزيز أواصر الثقة والتعاون مع الأمم والشعوب المُحبّة للسلام، والتوّاقة إلى مستقبل يعمّه السِلم والأمن والرخاء.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.