من متابعة الاحتجاجات الشعبية في إيران والتي كانت أخطرها احتجاجات على زيادة أسعار الوقود في 2019، والتي راح ضحيتها أكثر من 1500 إنسان من أبناء الشعب الإيراني المسالم، لم يقف الغرب مع مثل هذه الاحتجاجات، وأتذكر أن الإدارة الأمريكية في وقتها، وعلى لسان وزير دفاعها في عام 2018 جيمس ماتيس، أن بلاده تهدف إلى تغير سلوك إيران وإزالة التهديد الذي تمثله، وأن واشنطن لا تتبنى سياسة تغير أو إسقاط النظام، باعتقادي أن هذا هو الموقف الرسمي الأمريكي منذ إدارة الرئيس كارتر وأزمة الرهائن حينها وصولاً إلى إدارة بايدن الحالية، والتي كانت تواقة ومستعجلة بالعودة إلى الاتفاق النووي الذي خرجت منه إدارة الرئيس السابق ترمب، ما منع إدارة بايدن العودة إلى الاتفاق النووي هو الضغط الإسرائيلي القوي والمتمثل بزيارات المسؤولين الإسرائيليين لواشنطن برحلات متتابعة عندما يحسون بقرب التوصل لاتفاق نووي بين الغرب وإيران، الإدارة الأمريكية للأسف لا يهمها الدور التخريبي الذي تقوم به إيران من خلال وكلائها في المنطقة وخاصة بالعراق واليمن، العراق هذا البلد الذي غزته أمريكا قبل عقدين وأزاحت نظامه بحجج واهية سلمته للقوى التابعة لإيران، وهذا باعتقادي ليس ضعفاً بالقدرة التحليلية لدولة عظمى مثل أمريكا وكأنه عمل مقصود.
قد تقمع الشرطة والحرس الثوري الإيراني المحتجين في المدن الإيرانية ولكن هذه الاحتجاجات المتتالية ستزيد من شرعية النظام، وخاصة أن ما يجري الاحتجاج له علاقة بكرامة وحرية الإنسان الإيراني والمرأة الإيرانية خاصة في ما تلبس وكيف تتصرف، شاهدنا النساء الإيرانيات وهن يحرقن الحجاب ويحلقن شعورهن، بالمقابل نجد أن المرشد الأعلى - كما تذكر بعض المصادر الإيرانية - يتشدد في قضية الحجاب كما يدعون، لا شك أن العوامل الاقتصادية هي الضاغطة على المواطن الإيراني ويعبر عنها بأشكال متعددة وقد تكون قضية مقتل الفتاة الإيرانية - الكردية مهسا أميني هي الشرارة التي أطلقت غضب المواطن الإيراني على ظروفه الاقتصادية الصعبة والتضييق على المرأة الإيرانية، في الوقت الذي يعيش فيه أبناء الطبقة الحاكمة وبناتهم بكل حرية وبدون حجاب ويصرفون الملايين في مدن الغرب الذين يرفعون شعار الموت ضده في مظاهراتهم المرتبة في إيران وجنوب بيروت وصنعاء.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.