الغرب المتنمر في كل الدنيا؛ من روسيا إلى الصين للدول العربية يبدو نمراً من ورق أمام الملالي، يحاول إرضاءهم ويطلب ودهم ويمرر جرائمهم، وكل الأجندات الغربية تتساقط كقلاع من رمال عند أسوار طهران.
إيران لا تمتلك قوة اقتصادية يخشاها الغرب، وليس لديها إمكانات عسكرية تؤهلها لتحديه، لكن اليسار الغربي في داخله يهوى المتمردين والبوهيميين، وهكذا تبدو طهران عاصمة للتمرد والفوضى والإرهاب.
هذه اللادولة التي تشكلها إيران هي نموذج مفضل لدى الغرب ويستطيع التعامل معها جيداً، وفي الوقت نفسه لا يفضل الدول المتوثبة التي تقدم مثالاً للحياة والتمدن والعصرية.
خلال السنوات العشر الماضية، ومنذ العام 2009 تحديداً، والشعب الإيراني يحاول جاهداً كسر طوق احتلال الملالي لمصيره، عشرات المحاولات في المدن والمناسبات لكنها تجهض بالإعدام شنقاً على أعمدة الشوارع وبالرصاص والدماء المسكوبة.
في تلك السنة تحديداً، أي 2009، خرج الشارع الإيراني بطلابه وتجاره ومثقفيه وحتى بعامته ثائراً ضد الفقر والتردي والاستبداد الذي يمارس بحقه من طبقة الملالي؛ خرج الملايين إلى الشارع بحثاً عن ضوء ينير ليلهم الطويل.
من سوء حظهم أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان حاكماً للبيت الأبيض، ويا للأسف كان وما زال مغرماً بالخميني وسلالته الحاكمة في طهران، هذه ليست مبالغة بل أوردها في مذكراته التي كشف فيها عن كرهه واحتقاره للعرب وهيامه بالإيرانيين، ولذلك أجهضت الثورة وقتل الآلاف وسجن مثلهم.
بعدها بأشهر اندلعت احتجاجات مصنوعة ضد الرئيس الأسبق زين الدين بن علي في تونس، ومبارك في مصر، ويا للأسف؛ كان أوباما هو سيد البيت الأبيض، ولأنه كان يكره العرب ويحتقرهم شجع الاحتجاجات وحماها، بل وحرض العالم أجمع ضد تونس والقاهرة حتى سقط النظامان، لم يكن يبحث عن بديل يحسن الحال بل كان يريد الفوضى وإفشال الدول لأنه ويساره المتطرف، يؤمنون بعدم أحقية العرب في حياة مستقرة.
اليوم يتكرر المشهد في طهران والشوارع تمتلئ بالمحتجين الباحثين عن حياة اختطفت وأرواح معذبة بسبب العقلية الرجعية الماضوية الحاكمة في طهران، دون أن يلتفت إليهم أحد، لا قنوات تفتح المباشر، ولا منظمات «حقوقية» تندد، ولا رئيس أمريكي يخرج على التلفزيونات يطالب خامنئي بالخروج من السلطة، بل يتم غض النظر عن إعدامات الشوارع للفتيان والفتيات الأبرياء.
جوع التنمية والجريمة والمخدرات المنتشرة في أوساط الشباب الإيراني اغتالت مستقبلهم، وليس هناك من سلم اجتماعي يمكن الصعود معه وتحسين المعيشة إلا من خلال الانخراط في المؤسسات الإرهابية وعلى رأسها الحرس الثوري.
وكأن أولئك الشباب والشابات أيتامٌ عند موائد الغرب اللئيم لا يطعمهم الحرية ولا يسمح لهم باستنشاقها، ما يدفعنا للسؤال ماذا لو أن جزء تلك الاحتجاجات خرجت من جديد في أي بلد عربي، ماذا سيكون رد فعل بايدن ومن خلفه أوباما.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.