اقتصاد / اليوم السابع

معلومات عن ليانج ونفنج مؤسس ديب سيك.. أربك الأسواق الأمريكية

كتبت هبة السيد

الثلاثاء، 28 يناير 2025 11:12 ص

قام ليانج ونفنج، البالغ من العمر 40 عامًا، وهو خريج هندسة المعلومات والإلكترونيات، بتمويل جزء من شركة ديب سيك، وهي شركة الذكاء الاصطناعي الصينية، التي أصبحت أحدث تطبيقاتها أكثر التطبيقات تحميلا في الولايات المتحدة.

تصدرت الشركة الناشئة التي تتخذ من هانجتشو مقرًا لها قائمة التطبيقات المجانية في متجر آبل بعد إطلاقها لمساعد الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر الذي ينافس ChatGPT من OpenAI.

ومع تصدر ديب سيك لقائمة التطبيقات الأكثر تحميلًا والأعلى تقييمًا على متجر آبل، تراجعت أسهم عمالقة التكنولوجيا مثل نيفيديا وميتا ومايكروسوفت يوم الإثنين.

وجذب الصعود السريع لشركة ديب سيك انتباه الجميع في عالم التكنولوجيا، حيث تم وصف ليانج ونفنج بأنه "سام ألتمان الصين" – المؤسس المشارك لـ OpenAI.

نشأ ليانج في ثمانينيات القرن الماضي في "مدينة من الدرجة الخامسة" في قوانجدونج، الصين، كما قال في مقابلة له عام 2024. كان والده معلمًا في المدرسة الابتدائية، كما حصل على درجاته الجامعية والدراسات العليا في الذكاء الاصطناعي من جامعة تشجيانغ، إحدى أقدم وأفضل الجامعات في الصين.

في عام 2015، أنشأ ليانج واثنان من زملائه في جامعة تشجيانج صندوق تحوط كمي يسمى "هاي فلاير"، والذي يقول موقعه الإلكتروني إنه "يعتمد على الرياضيات والذكاء الاصطناعي للاستثمار الكمي".

بمرور الوقت، نما صندوق التحوط بسرعة في الصين، ليصبح أول صندوق تحوط كمي يجمع أكثر من 100 مليار يوان حوالي 15 مليار دولار أمريكي في عام ، انخفض الرقم إلى حوالي 8 مليارات دولار، ولكن "هاي فلاير" لا يزال واحدا من أهم صناديق التحوط الكمي في البلاد.

وأصبح صندوق التحوط الكمي الذي شارك ليانج في تأسيسه "هاي فلاير كوانت" معروفا باستخدام استراتيجيات تداول تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل مبتكر، كما أعلن الصندوق في عام 2023 أنه سيتجاوز التداول ليركز على إنشاء ذراع بحثية جديدة لاستكشاف "الذكاء الاصطناعي العام"، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز.

قال ليانج لمجلة تكنولوجية صينية، "QBitAI"، إنه لم يبحث عن مهندسين ذوي خبرة لبناء فريقه، بل توجه إلى طلاب الدكتوراه من أفضل الجامعات الصينية مثل جامعة بكين وجامعة تسينجهوا، كما كان العديد منهم قد نشروا أبحاثًا في المجلات العلمية المرموقة وفازوا بجوائز في المؤتمرات الأكاديمية الدولية، لكنهم كانوا يفتقرون إلى الخبرة الصناعية.

وفقا للسجلات الشركات الصينية، يمتلك "هاي فلاير" أيضًا براءات اختراع تتعلق بمجموعات الرقائق المستخدمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

بدأ ليانج في شراء آلاف من معالجات الرسومات من نيفيديا في عام 2021 كمشروع جانبي للذكاء الاصطناعي قبل أن تفرض إدارة جو بايدن قيودًا على صادرات الرقائق الأمريكية إلى الصين، وفقًا لما ذكرته صحيفة فاينانشيال تايمز.

وفقا لوكالة رويترز، قالت وحدة الذكاء الاصطناعي التابعة لـ "هاي فلاير" إنها تمتلك وتشغل مجموعة من 10.000 شريحة A100 في عام ، وفي مقابلة في يوليو 2024 مع "Waves"، قال ليانج إن الشركات الصينية قد "اعتادت" على الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية التي تم تطويرها في أماكن أخرى، وهو ما "ليس مستداما"، وأضاف: "هدفنا هذه المرة ليس الأرباح السريعة، بل دفع الحدود التكنولوجية لتعزيز نمو النظام البيئي".

ما يثير الإعجاب هو أن ليانج أنفق فقط 5.6 مليون دولار لتطوير النسخة الأخيرة من نموذجهم – وهو جزء صغير مما ينفقه عمالقة التكنولوجيا الأمريكية على نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم.

وأفادت صحيفة فاينانشيال تايمز أن ديب سيك معروفة بتقديم أعلى رواتب لمهندسي الذكاء الاصطناعي لديها، الذين يعملون في مكاتبه في هانغتشو وبكين.

تشير التقارير إلى أن القيادة العليا في الصين قد لاحظت ديب سيك. قبل إطلاق نموذج ديب سيك-R1 في 20 يناير، حضر ليانج اجتماعًا مغلقًا لرجال الأعمال وغيرهم في الصناعة استضافه رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج، وفقًا لوسائل الإعلام الحكومية الصينية.

من خلال ديب سيك، يريد ليانج دفع الصين للأمام، قال: "نرى أن الذكاء الاصطناعي في الصين لا يمكن أن يظل في وضع التابع إلى الأبد، الفجوة بين الصين والولايات المتحدة هي سنة أو سنتين، ولكن الفجوة الحقيقية هي بين الأصالة والتقليد، إذا لم يتغير هذا ستظل الصين دائمًا تابعا، ولهذا السبب فإن بعض الاستكشاف أمر لا مفر منه".

ويدير ليانج ديب سيك كشركة تعتمد على الهيكل التنظيمي وفي هذا السياق، قال: "أعتقد أن الابتكار هو، أولاً وقبل كل شيء، مسألة إيمان، لماذا سيليكون فالي مبتكر للغاية؟ لأنهم يجرؤون على المحاولة.

أضاف "عندما ظهر ChatGPT، كانت الصين تفتقر إلى الثقة في البحث المتقدم، من المستثمرين إلى شركات التكنولوجيا الكبرى، شعر الكثيرون أن الفجوة كانت واسعة جدا وركزوا بدلا من ذلك على التطبيقات، لكن الابتكار يتطلب الثقة، والشباب يميلون إلى امتلاك المزيد منها".

قال المستثمر المغامر مارك أندريسن، وهو مستشار مقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لوكالة فرانس برس: "ديب سيك-R1 قد تكون لحظة سبوتنيك في الذكاء الاصطناعي،  إنه واحد من أكثر الاختراقات إثارة للإعجاب التي رأيتها على الإطلاق".

ويقصد ب"سبوتنيك" وهو أول قمر صناعي إطلاقه الإتحاد السوفيتي ما أثار ما يعرف بسباق الفضاء بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي آنذاك

من جهة أخرى هناك "مخاطر منخفضة فورية" من أن تتعرض ديب سيك لعقوبات من الحكومة الأمريكية، وفقا لشركة أبحاث الاستثمار الأمريكية "مورنينج ستار"، وأشارت الشركة إلى أن ديب سيك قد قيدت مؤخرًا التسجيلات الجديدة بأرقام هواتف صينية، مما يحد من عدد المستخدمين الأمريكيين.

وأضافت: "لم يتم إصدار أي نسخ تجارية أو خطط لتحقيق الدخل، لذا لا يوجد تأثير مالي مباشر حتى إذا تم فرض قيود جديدة، كما لم تقبل أي مستثمرين خارجيين (جميع التمويل يأتي من صندوق المؤسس) حيث لا يوجد ضغط على أي شخص للتخلي عن استثماراته"، وفقا لما قاله المحلل في "مورنينج ستار" فيليكس لي.

ليس هذا فقط، بل إن المنافسين الأمريكيين أيضا يعززون جهودهم ضد شعبية ديب سيك. تقوم OpenAI بإنشاء مشروع مشترك مع شركة SoftBank اليابانية، أطلق عليه اسم "Stargate"، مع خطط لإنفاق ما لا يقل عن 100 مليار دولار على بنية الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.

كما توسع xAI التابعة لإيلون ماسك بشكل كبير من كمبيوترها الفائق "كولوسوس" للمساعدة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا