اقتصاد / اليوم السابع

كيف أثر تطبيق "ديب سيك" فى الأسواق والأسهم والبورصات العالمية؟

كتبت هبة السيد

الثلاثاء، 28 يناير 2025 12:11 م

شهدت أسواق الأسهم العالمية موجة من التراجع الحاد، تزامنا مع ظهور تطبيق "ديب سيك" الصيني، الذي تفوق على تطبيق "ChatGPT" في المتاجر الرقمية، وهو ما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط التقنية والمالية، لكن ما الذي جعل "ديب سيك" يتفوق على "ChatGPT"؟ الإجابة تكمن في تكلفته المنخفضة واعتماده على البرمجيات مفتوحة المصدر، مما جعل تطويره أكثر مرونة وأقل تكلفة مقارنة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخرى، خاصة أن هذه الميزات سمحت لـ"ديب سيك" بتقديم تجربة متفوقة في وقت قصير، وهو ما كان له تأثيرات كبيرة على أسواق الأسهم، لا سيما في قطاع التكنولوجيا.

عندما تصدرت "ديب سيك" قوائم التطبيقات الأكثر تحميلًا في الولايات المتحدة، متفوقة على "ChatGPT"، لم يكن هذا مجرد تقدم تقني، بل كان له تأثيرات اقتصادية مباشرة على أسواق الأسهم.

في الولايات المتحدة، انخفض مؤشر "ناسداك" التكنولوجي بنسبة تتجاوز 3%، في حين شهدت أسهم "إنفيديا" تراجعًا حادًا بنسبة 17%، مما أسفر عن خسارة أكثر من 600 مليار دولار من قيمتها السوقية في أكبر انخفاض يومي في تاريخ وول ستريت.

هذا الانخفاض الكبير في أسهم "إنفيديا" كان له تأثيرات متسلسلة على شركات أخرى مثل "مايكروسوفت" و"ألفابت" و"برودكوم"، التي شهدت أيضًا تراجعات في قيمتها السوقية.

كذلك هذا التراجع في أسواق الأسهم لم يقتصر فقط على الولايات المتحدة، بل امتد إلى أسواق الأسهم في آسيا وأوروبا، وعلى سبيل المثال انخفضت أسهم "سوفت بنك" اليابانية بنسبة 8.3%، بينما شهدت أسهم شركة "ASML" الهولندية انخفاضا بنسبة 7%، في الوقت نفسه سجل مؤشر "فيلادلفيا لأشباه الموصلات" انخفاضًا بنسبة تجاوزت 10%، في أسوأ أداء له منذ مارس .

وقد أثار هذا التراجع في أسواق الأسهم تساؤلات حول قدرة الشركات الأمريكية الكبرى على مواكبة الابتكارات الصينية، خصوصًا في ظل تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات.

وأحد العوامل الرئيسية التي يعتقد البعض أيضا أنها ساهمت في تفوق "ديب سيك" هو صفقة شراء ضخمة قامت بها الشركة الصينية لشراء وحدات معالجة رسومية (GPUs) من "إنفيديا"، حيث اشترت "ديب سيك" ما يقرب من 10.000 وحدة معالجة رسومية من "إنفيديا"، ما مكنها من بناء نموذج ذكاء اصطناعي قادر على التنافس مع التطبيقات الكبرى مثل "ChatGPT".

ويعتقد بأن هذه الصفقة كانت حاسمة في تمكين "ديب سيك" من تطوير نموذج ذكاء اصطناعي فعال باستخدام موارد أقل مقارنة بشركات أخرى مثل "أوبن إيه آي" و"جوجل".

وساعدت هذه الصفقة "ديب سيك" في التغلب على تحديات حوسبة البيانات التي يواجهها العديد من منافسيها، بينما تستخدم الشركات الكبرى مثل "أوبن إيه آي" و"جوجل" مئات الآلاف من وحدات المعالجة الرسومية لتحقيق نتائج مماثلة، تمكنت "ديب سيك" من استخدام أقل من 50.000 وحدة مع الحفاظ على كفاءة نموذجها، هذا الاستخدام الأمثل للموارد، إلى جانب التكلفة المنخفضة، جعل تطبيق "ديب سيك" يحقق نتائج مبهرة في وقت قصير، مما دفعه للهيمنة على سوق التطبيقات الذكية في الولايات المتحدة.

ويعود السبب وراء تراجع أسهم "إنفيديا" إلى عدة عوامل مرتبطة بتفوق "ديب سيك" في الأسواق، وتزايد القلق بين المستثمرين بشأن تأثير النمو السريع لشركات مثل "ديب سيك" على الطلب على وحدات المعالجة الرسومية التي تنتجها "إنفيديا"، حيث تقدم "ديب سيك" حلول ذكاء اصطناعي فعّالة بتكلفة أقل، مما يقلل من الحاجة إلى وحدات معالجة رسومية متطورة بشكل مكثف.

كذلك يعتقد البعض أن "إنفيديا" قد تجد نفسها في منافسة مع شركات ناشئة مثل "ديب سيك" التي تعتمد على تكنولوجيا مفتوحة المصدر، مما قد يؤثر على الأرباح المستقبلية للشركة.

 

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا