لم تكن نيللي مجرد فنانة استعراضية عظيمة تخصصت في فن الفوازير، بل تخطت كل هذا لتصبح إحدى علامات شهر رمضان الفنية المبهرة من جيل إلى جيل وعلى مدار نصف قرن، ورغم انتهاء عصر الفوازير منذ زمن ليس ببعيد إلا أن نيللي تظل عالقة في ذاكرة كل الأجيال من عاصرها ومن سمع عنها وشاهدها فيما بعد وحتى الآن.
ورغم ارتباط الجمهور بأعمال كثيرة في شهر رمضان المبارك من مسلسلات وبرامج وذكريات كثيرة لا تُنسى، تأتي الفوازير وخاصة فوازير نيللي التي تعد أيقونة الفوازير، بل أصبحت أيضاً من شدة تعلق الناس بها أيقونة شهر رمضان
ولم تكن نيللي هي بطلة الفوازير الأولى في التليفزيون المصري، ولكن كانت هناك تجارب قبلها، لعل أهمها تجربة فوازير ثلاثي أضواء المسرح (سمير، چورچ، الضيف) والتي استمرت عدة سنوات حتى بعد وفاة الضيف أحمد، وجاءت التفكير في نيللي من خلال ما قدمته من اسكتشات وصور استعراضية في العديد من أفلامها السينمائية منذ بداياتها وهي طفلة وحتى قبل الفوازير.
دخلت نيللي عالم الفوازير منذ عام 1975 بفوازير صورة وفزورة
عام 1976 فوازير فزورة و صورتين
عام 1977 فوازير صورة و تلات فوازير
عام 1978 فوازير صورة و 30 فزورة
عام 1979 فوازير التمبكا
عام 1980 فوازير عروستي
عام 1981 فوازير الخاطبة
وكان موعد الفوازير عقب الفطار مباشرة والكل جالس ينتظر الفوازير قبل أن ينزل من بيته ولا أحد يتحرك من منزله إلى متجره أو عمله إلا بعد فوازير نيللي، فقد كانت شوارع مصر خاوية تماماً من المارة بسبب فوازير نيللي.
وتتميز بالفوازير بالإبهار والاستعراض مع الفكاهة وخفة الظل والحركة مع الغناء والموسيقى، وذلك بمنتهى البساطة وبأقل الإمكانيات الممكنة، فلم تكن وقتها التقنية العالية التي ظهرت فيما بعد بسنوات عديدة.
كان المخرج الكبير الراحل فهمي عبد الحميد له السبق في ذلك، فهو أول من قدم الفوازير بشكلها الذي علق في عقول وقلوب الناس حتى الآن، بعد المخرج الراحل محمد سالم الذي قدمها قبله بشكل مسرحي كوميدي مع الثلاثي، ولم تكن رغم جمالها في مستوى فوازير الحاج فهمي عبد الحميد.
وظلت نيللي رمزا من رموز الشهر الكريم مثلها مثل أغنية "رمضان جانا" و فوانيس رمضان وكنافة وقطايف وياميش رمضان.
ارتبط الجمهور بنيللي قبل ارتباطه بالفوازير حتى عندما استعان المخرج فهمي عبد الحميد بسمير غانم بدلاً من نيللي كتبت الصحافة المصرية آنذاك عنوانا رئيسيا وهو {رمضان السنة دي بلا نيللي}.
وقد ثار الشارع المصري في بداية فوازير سمير غانم و فطوطة وهددوا بمقاطعة التليفزيون، وتم إرسال ملايين الرسائل والتلغرافات إلى مبنى الإذاعة والتيلفزيون لعودة نيللي إلى أن جاءت نيللي مع سمير غانم وفهمي عبد الحميد، في حوار لم يتجاوز خمس دقائق بعد الفطار وقبل موعد فوازير سمير غانم، لتؤكد لهم أنها هي التي اختارت أن تبتعد عن الفوازير فترة حتى تستعد لعمل فوازير، وقالت للجمهور: (عشان أوحشكم وكمان نفكر نعمل فوازير أحلى وأجمل) وهنأت سمير غانم وفهمي عبد الحميد، وقالت إنها أول متفرجة على الفوازير ومستمتعة بها جداً وبشخصية فطوطة.
وظلت بعيدة نيللي عن الفوازير ثلاثة أعوام لسمير غانم
ثم كانت المفاجأة أن تأتي شيريهان مما أثار وجود مقارنة بينها وبين نيللي خاصةً أن شيريهان قامت ثلاث سنوات فوازير إلى جانب مسلسلها الشهير قبل الفوازير "ألف ليلة وليلة" الذي ارتبط بالناس أكتر، ورغم نجاح شيريهان وحب الناس لها إلا أن كل عام يعاود الناس والنقاد بعودة نيللي للفوازير والكل يهاجم فهمي عبد الحميد ويهاجم إدارة التليفزيون المصري حتى أن ثار المخرج فهمي عبد الحميد في أحد اللقاءات التليفزيونية قائلاً: "ما أنتو كنتو بتهاجموا نيللي ولا نسيتوا".
ورغم استمرار الحاج فهمي عبد الحميد في عالمه الخاص المبهر عالم الفوازير حتى فوازير المناسبات الذي جمع فيه يحيي الفخراني وهالة فؤاد وصابرين 1988.
وكذلك فوازير الفنون مع مدحت صالح و شيرين رضا 1989 وكانت هذه هي الفوازير الأقل مستوى على الإطلاق في تاريخ دنيا الفوازير، وبسببها تم الاتفاق على عودة نيللي التي أصبح عودتها للفوازير مطلبا شعبيا وجماهيريا كبيرا يتكرر كل عام من الجمهور والنقاد.
بعدها قرر فهمي عبد الحميد العودة للأصل العودة لنيللي، وكان في بداية عام 1990 فوازير عالم ورق و جهز لها واستعد ولكن رحل قبل أن يدخل الاستديو فكانت الصدمة الكبيرة، ولكن التزمت نيللي بالفوازير واستعانت بالمخرج جمال عبد الحميد وكانت من أنضج فوازير رمضان على الإطلاق حتى الآن، وقد خرجت من المنافسة في أعمال رمضان عام 1990 وأصبحت مقولة {فوازير نيللي خارج المنافسة} تتصدر مجلات و صحف مصر، ثم قدمت في الأعوام التالية:
فوازير صندوق الدنيا التي تقمصت فيه دور المذيعة وقامت بتقليد كبار مذيعي التليفزيون المصري
ثم فوازير أم العريف
ثم فوازير الدنيا لعبة
وأخيراً فوازير زي النهاردة عام 1995
ظلت نيللي على مدار عشرين عاماً أحد أهم علامات رمضان المميزة والملاحظ حتى الآن أن أجيالا كثيرة لم تعش فوازيرها إلا أن سنوياً عندما يأتي رمضان يقومون بعمل اللوجو المميز لشهر رمضان المبارك وفيه نيللي، كما لو كانت مكملات الشهر الكريم كالتمر وقمر الدين والكنافة والقطايف.
وبرغم ارتباط الناس بفوازير سمير غانم مع فطوطة وفوازير شيريهان وتميزها هي الأخرى في عالم الفوازير إلا أن تظل نيللي هي الأكثر أهمية وتأثيراً وجاذبية لكل الأجيال والأزمان، ورغم التقنية الحديثة ومستجدات العصر إلا أن فوازير نيللي لها طابع خاص وكأنها ضمن الطقوس الرمضانية التي نحبها كما هي وبشكلها البسيط المميز، وإلى الآن لا يخلو شهر رمضان بدون عرض فوازير نيللي سنوياً على العديد من القنوات العربية الفضائية المختلفة.
لهذا الحد ارتبطت أجيال متعاقبة بالفوازير، خاصة أيقونتها نيللي والتي كانت تبدأ بجمل وعبارات تظل تتردد على ألسنة الناس من أشهرها "يا مساء الفوازير".

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.