ارتبطت أغلب أعمال الموسيقار المؤثر الراحل عمار الشريعي بأعمال شهر رمضان، "الشهد والدموع" "أبو العلا البشري "رأفت الهجان"، "نصف ربيع الآخر"، "الراية البيضا"، "أرابيسك"، "الرحايا"، "حدائق الشيطان"، "حديث الصباح والمساء"، "امرأة من زمن الحب"، "أوبرا عايدة"، "شيخ العرب همام"، "أم كلثوم" وغيرها بمجموع يصل إلى 150 مسلسلاً دراميًا تقريبًا.

موسيقى عمار الشريعي هي كنوز من ذهب، ومن حكاياته وكواليس أعماله التي رصدها الكاتب الصحفي سعيد الشحات في كتابه "عمار الشريعي سيرة ملهمة"، أن تتر مسلسل "أم كلثوم" الذى لعبت بطولته صابرين تم وضع موسيقاه كما كشف مع الإعلامى عمرو الليثي، وحكى: "كنا نعمل في مسلسل أم كلثوم منذ عامين، ومش عارف أعمل إيه في التتر، وفى يوم وأنا نايم سمعته، قمت من النوم ووضعت ريكوردر "تسجيل" جنبي، ودى كانت نصيحة الأستاذ محمد عبد الوهاب الله يرحمه، قال لى: دايما خلي ريكوردر جنبك أو في جيبك في أي وقت من الأوقات.. جاتلك جملة موسيقية حلوة سجلها، الواحد يا عمار ممكن جدا ما بيقابلش الجملة الحلوة إلا مرة واحدة، وكانت دى جملته دائمًا، وبالفعل أول ما صحيت من النوم قلت هبتدى التتر "برضاك يا خالقى"، وبعدين أدخل على "ذكريات"، وبعدين أدخل على "رق الحبيب"، وهكذا بترتيب التتر زي ما سمعتوه، والساعة 10 صباحا اتصلت بالمخرجة بالأستاذة أنعام محمد علي وقلت لها: خلاص ما تقلقيش تتر أم كلثوم وصل".

أما تتر النهاية فقد وصف الكاتب الصحفي سعيد الشحات بأنه كان يشمل المرحلة الأحدث موسيقيا في غناء أم كلثوم التي بدأت مع "أنت عمرى" لعبد الوهاب، وتواصلت في الأحان التالية له معها، وألحان بليغ والموجي، وشهدت هذه المرحلة استخدام آلات موسيقية جديدة غربية مثل الأورج والجيتار، تلك الآلات التي لم يرحب بها الأساتذة التي شملهم تتر المقدمة.

شمل تتر النهاية أغنيات "أنت عمرى"، "ليلة حب" لمحمد عبد الوهاب، "فات الميعاد" لبليغ حمدي، "اسأل روحك" لمحمد الموجي، وعلى هذا النحو استطاع عمار بإبداع معهود منه أن يقدم في المقدمة والنهاية، ولدقائق معدودة، سيرة موسيقية لأم كلثوم عبر مراحلها التاريخية المتتابعة.

رحل غواص بحر النغم وبصير القلب والمبدع عمار الشريعي وبقيت موسيقاه جزء من هذا الوطن.