شهدت العديد من البلدان العربية والإفريقية بعض المحاولات لخلق استقلالية فنية واقتصادية على مستوى الهياكل المسرحية، إلا أنها تقتصر على مبادرات فردية ليس من شأنها إحداث تغيير شامل وجذري، في ظل تفرّد الهياكل الرسمية في أغلب الدول بدعم النشاط المسرحي إنتاجا وتوزيعا بما من شأنه أن يحول دون نشأة سوق محليّة تدفع بالأعمال الفنية نحو الإشعاع العالميّ بسبب غياب مسالك التّوزيع العربية والإفريقية  و هياكل لدعم الإنتاج و التّرويج، وتعاني العديد من الأعمال المسرحيّة من قلة العروض ببُلدانها ويقتصر ترويجها على بعض المهرجانات بالبلدان العربيّة لتنتهي بسرعة حياة الأثر الفنيّ الذي كان ليعيش لسنوات في حال وجود سوق فنية تقدّم فرصا متكافأة لكل الفاعلين المسرحيّين على حد السواء.

وخلال هذه الندوة سيناقش المسرحيون طبيعة الإنتاج المسرحي ومسالك توزيعه الضيقة في العالم العربي، التي أدت بشكل ما إلى الحدّ من رواجه على أوسع نطاق ممكن، حيث لم توضع أيّ استراتيجية واضحة للتبادل الفنيّ بما يضمن توزيعا دوليا للأعمال المحلية خاصّة بالبلدان الأوروبيّة التّي تعيش بها جاليات عربيّة هامّة ومتعطّشة لمشاهدة المسرح.

من أجل تدارس هذه المواضيع وتبادل التّجارب والخبرات في مجالي الإنتاج والتّوزيع و البحث عن التّمويل و عن الأسواق سوف يتبادل الخبرات والمناقشات  المختصّين والمهنيّين بهذه الندوة من منتجين ومشرفين على مؤسّسات مانحة للمساعدة على الإنتاج والمموّلة للمشاريع الثّقافيّة، وكذلك باعثي الهياكل المسرحيّة و مديري الفرق المسرحيّة و مديري المهرجانات المسرحية.

في إطار أيام قرطاج المسرحية، سيجتمع الفاعلون في القطاع المسرحي بالعديد من دول العالم من مُنتجين ومُوزّعين ومُديري مهرجانات ومُمثّلين ومُخرجين، بهدف تبادل الأفكار حول أهمّ السُّبل لخلق قاعدة بيانات ومنصّة إلكترونيّة يتمُّ من خلالها التّأسيس لحركيّة نشطة لرواج الإنتاجات المسرحية.

أيام قرطاج المسرحية مهرجان تنافسي تحمل مسابقته الرسمية 12 عرضا مسرحيا تتنافس علي جوائزه والتي سيتم الاعلان عنها يوم 10 ديسمبر ، وتحل دولة السنغال ضيف شرف الدورةالـ23،  والمهرجان تديره الفنانة نصاف بن حفصية وتتكون الهيئة المديرة لدورته الثالثة والعشرين من كل من :لطيفة مقدم ، عبد الحميد المنصوري،سيف الدين الفرشيشي، محمد منير العرقي، محمد هادي بلخير،معز مرابط، سليم دبيره.