كتب محمود عبد الراضي
الأحد، 02 مارس 2025 05:30 مفي ليالي رمضان المضيئة، يحرص المصريون على سماع أصوات قراء القرآن التي تملأ الأرجاء قبل أذان المغرب، تلك الأصوات التي تملك قدرة عجيبة على تهدئة النفوس وإضاءة الروح، حيث يظل قراء القرآن المصريون جزءًا لا يتجزأ من طقوس الشهر الفضيل.
إن تلاواتهم المرتلة ترتبط بالوجدان المصري، وتغذي قلوب الصائمين، حيث تصبح لحظات الاستماع إلى القرآن قبل الفطور بمثابة رحلة روحانية نحو الطمأنينة والإيمان.
في قلب الصعيد المصري، وفي قرية كلح الجبل التابعة لمحافظة أسوان، وُلد الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي في عام 1954، ليحمل بين صوته العذب والروح الطاهرة رسالة القرآن الكريم إلى كل أذن تنصت بصدق. كان، ولا يزال، أحد أعلام هذا المجال البارزين، حيث تميز بأسلوبه الفريد في تلاوة القرآن، والذي جعل منه واحدًا من أبرز قراء الصعيد الذين تركوا بصمتهم في مسيرتهم الطويلة، ليس فقط في مصر ولكن في أرجاء العالم الإسلامي.
لطالما كان صوت الشيخ أبو الوفا الصعيدي هو الأداة التي تلامس القلوب، كأنها دعوة للخشوع والتدبر في آيات القرآن الكريم. فبينما كان يعكف على تلاوة آيات الله، كان يهب المستمعين نعمة الطمأنينة التي لا تُضاهى، مسافرًا بهم إلى عوالم من السكينة الروحية. ذلك الصوت الذي انطلق من أعماق الصعيد، كان يحاكي معاني القرآن في كل نغمة، ليصبح أحد أهم الأصوات التي تبثها إذاعة القرآن الكريم إلى محبي التلاوة في كل مكان.
من خلال تلاواته، حمل الشيخ أبو الوفا الصعيدي رسالة خاصة لهؤلاء الذين سكنوا في ربوع أرضه الطيبة، والتي ترافقه أصداءه أينما ذهب. كان محط إعجاب واستماع من الكثيرين، سواء في صعيد مصر أو في أنحاء مختلفة من الوطن العربي، حيث استطاع أن يعبر عن غنى وثراء الثقافة القرآنية التي عاش فيها.
كما كان للشيخ أبو الوفا الصعيدي دور هام في دعم الساحة القرآنية، حيث ساهم في إثراء التراث القرآني بصوته العذب، إلى جانب إخوانه الذين ساروا على نفس الدرب، مثل الشيخ عبد الله والشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي، ليظل الصوت الصعيدي واحدًا من العلامات البارزة في تاريخ تلاوة القرآن الكريم.
توفي الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي في 19 نوفمبر 2018، لكنه ظل حيًّا في قلوب محبيه الذين يرددون تلاواته بصوتٍ يطرب الروح ويهدي القلب.
شهر رمضان في مصر ليس مجرد فترة صيام، بل هو رحلة روحانية تتجسد فيها الطقوس المتجددة، ومن أبرزها استماع المصريين لتلاوات قرآن مشايخهم المفضّلين، مع دقات أذان المغرب، تملأ أجواء المنازل والشوارع أصوات القراء الكبار ليصبحوا جزءًا من الروح الرمضانية، هذه الأصوات العذبة التي تلامس القلوب قبل الفطور، أصبحت جزءًا من هوية الشهر الكريم، حيث تمزج بين الهدوء والسكينة، وتعيد للأذهان ذكرى إيمانية طيبة تمس الأعماق، فتجعل كل لحظة من رمضان أكثر تقديسًا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.