الارشيف / منوعات / الفجر

التداول عالي التردد: ودوره في الأسواق المالية الحديثة

لقد شهدت الأسواق المالية تغير كبير وواسع للغاية في السنوات الماضية وكان ذلك بفعل المنافسة القوية بين المشاركين في الأسواق المالية والتقدم التكنولوجي. حيثُ أدى التقدم التكنولوجي إلى نقل أماكن الأسواق الفعلية إلى أماكن إلكترونية وفي تلك العملية تشكلت العديد من الفوائد الكبيرة للمستثمرين حيث تم تخفيض كلفة دخول الأسواق بشكل كبير كنتيجة للتغيرات التالية:

 ·         لقد أصبح الوصول الإلكتروني المباشر مُنخفض التكلفة هو السائد في مقابل الوصول للأسواق التقليدية ذات التكلفة المرتفعة.

 ·         سهولة الوصول للمعلومات قد زادت وبالتالي فإن الشفافية بخصوص الأسعار المتداولة والعروض المتاحة والعطاءات والمعلومات المالية الأخرى قد زادت للغاية عن طريق الإنترنت.

 ·         لقد أصبح السوق أكثر ليونة من حيث نسبة هامش الربح بجميع أنحاء العالم وهو ما أدى لخفض تكلُفة المعاملات المالية الضمنية.

 ولقد كان التأثير الأكبر بداية من عام 2000 وما بعده حينما قامت غالبية الأسواق التقليدية بنقل أماكن السوق الاعتيادية إلى الأسواق الإلكترونية.

 ما هو التداول عالي التردد؟

 إن التداول عالي التردد هو عبارة عن طريقة للتداول باستخدام برامج كمبيوتر ذات قوة كبيرة لتتعامل مع عدد ضخم من الطلبات في أجزاء من الثانية. ويتم استخدام خوارزميات مُعقدة للغاية لتحليل الأسواق المتعددة وتنفيذ الأوامر المختلفة بناءً على ظروف وحالة السوق. بعض الباحثين يقولون إن التداول عالي التردد يلعب دور كبير للغاية في استقرار سوق الأوراق المالية وذلك عبر الحفاظ على سعر الصناديق التي يتم تداولها في البورصة بالقرب من صافي قيمة الأصول الخاصة بها.

 إن التداول عالي التردد بشكل عام هو تقنية يتم استخدامها لتنفذ مجموعة متنوعة للغاية من استراتيجيات التداول إن غالبية هذه الاستراتيجيات موجودة منذ العديد من السنوات. ولكن توجد طريقتان رئيسيتان لنقوم بتعريف التداول عالي التردد بشكل أكثر وضوحًا: أولًا تعريف وصفي نوعي والثاني هو تعريف رياضي تقني. لكن بالرغم من ذلك، ونظرًا لأن التداول عالي التردد هو عبارة عن تقنية، فلا يمكن أن نجد له تعريف واضح تمامًا. ولكن حينما نأتي إلى التعريف النوعي الوصفي، فمن الجلي أنه نوع من التداولات الخوارزمية ولكن يجب أن نميزه عن التداولات الخوارزمية التي يقوم المستثمرون بتنفيذها وكذلك الوسطاء والبنوك التي تقوم بالعمل نيابة عن المشاركين.

 ونجد أن العنصر المشترك بجميع عمليات التداول الخوارزمية هو أن الكمبيوتر يقوم بإنشاء الأوامر دون أي تفاعل بشري فهو يقوم بتنفيذ استراتيجيات تداول تم تحديدها مسبقًا دون تحكم آدمي بها وهو ما يحدث اليوم في تطبيق الأسهم عبر الأجهزة المحمولة حيثُ لا يستطيع أن يتحكم شخص في أسعار التداول بل يتم كل ذلك عن طريق خوارزميات البيع والشراء واستراتيجيات السوق الموجودة بالتطبيق.

 ما هو تأثير التداول عالي التردد على الأسواق المالية؟

 يعمل التداول عالي التردد باستخدام برامج كمبيوتر قوية يمكنها تحليل وتنفيذ عدد كبير من الطلبات في أجزاء من الثانية كما ذكرنا سابقًا. تستخدم هذه البرامج خوارزميات معقدة يمكنها مسح أسواق متعددة والبحث عن فرص تجارية بناءً على ظروف السوق. يمكن للتداولات عالية التردد أيضًا استخدام استراتيجيات مثل صنع السوق والمراجحة وتداول الزخم والمراجحة الإحصائية لاستغلال فروق واتجاهات الأسعار. تهدف الصفقات عالية التردد إلى تحقيق أرباح صغيرة من كل صفقة، ولكن يمكن أن تتراكم أرباحًا كبيرة بمرور الوقت بسبب الحجم الكبير من الصفقات.

 كيف يتم عمل التداول عالي التردد؟

لبدء عمل التداول عالي التردد، يجب أن يكون لديك فهم جيد للأسواق المالية واستراتيجيات التداول والخوارزميات ولغات البرمجة. تحتاج أيضًا إلى الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة، والأجهزة ذات زمن الوصول المنخفض، وموجزات البيانات الموثوقة. يمكنك إما الانضمام إلى شركة أو وسيط تداول عالي التردد قائم يقدم خدمات تداول عالية التردد، أو يمكنك إعداد عملية تداول عالية التردد الخاصة بك إذا كان لديك ما يكفي من رأس المال والخبرة. ومع ذلك، يجب أن تكون على دراية بالمخاطر والتحديات التي ينطوي عليها التداول عالي التردد، مثل القضايا التنظيمية، وتقلبات السوق، ومواطن الخلل الفنية، والمنافسة من الصفقات الأخرى عالية التردد.

 كيف يتم تنظيم التداول عالي التردد؟

تختلف تشريعات التداول عالي التردد باختلاف البلدان من حيث دوافع الجهات التنظيمية وأهدافها وأساليبها ونتائجها. تتمثل بعض الدوافع الشائعة لتنظيم التداول عالي التردد في حماية المستثمرين، وضمان نزاهة السوق، وتعزيز المنافسة العادلة، ومنع المخاطر. ومع ذلك، قد يكون للدول المختلفة أولويات مختلفة لتحقيق هذه الأهداف. فقد تركز بعض الدول على فرض قواعد ومعايير أكثر صرامة على شركات وأنشطة التداول عالي التردد، مثل متطلبات الترخيص، ورسوم التداول، ونسب الطلب إلى التداول، وما إلى ذلك. بينما قد تعتمد البلدان الأخرى بشكل أكبر على تعزيز السوق وقدرات المراقبة والإنفاذ لاكتشاف وردع الممارسات التعسفية. علاوة على ذلك، قد يكون لدى بعض البلدان أسواق متطورة أو ناضجة أكثر من غيرها، مما قد يؤثر على احتياجاتها التنظيمية وتحدياتها. لذلك، فإن اللوائح التنظيمية للتداول عالي التردد ليست موحدة أو متسقة عبر البلدان.

 الخلاصة:

 يؤثر التداول عالي التردد على الأسواق الحديثة بطرق مختلفة. بعض الآثار الإيجابية هي أن التداول عالي التردد يزيد السيولة ويقلل هوامش العرض والطلب ويسهل اكتشاف الأسعار ويقلل من تقلبات السوق. يمكن أن تفيد هذه الآثار المستثمرين من خلال خفض تكاليف المعاملات، وزيادة كفاءة السوق، وزيادة أسعار الأصول. تتمثل بعض الآثار السلبية في أن التداول عالي التردد يمكن أن يؤدي إلى عدم استقرار السوق، ومزايا غير عادلة، وعدم تناسق المعلومات. يمكن أن تضر هذه الآثار بالمستثمرين من خلال زيادة مخاطر السوق، وتآكل الثقة، والتسبب في خسائر مفاجئة. لذلك، فإن التداول عالي التردد له مزايا وعيوب للأسواق الحديثة.

 

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الفجر ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الفجر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.