على بعد 100 كيلومتر، تقع مدينة الفيوم جنوب غرب القاهره، حيث أنها تتوسط بين الدلتا والصعيد، وتتميز المحافظة بوجود العديد من الأماكن الأثرية والمحميات الطبيعية ، وتبلغ مساحتها 6068.70 كيلومتر مربع وتضم ستة مراكز إداريه هى "الفيوم - سنورس - إطسا - طاميه - أبشواى - يوسف الصديق".
وتعتبر الفيوم من أهم المناطق السياحية فى مصر حيث تتجمع فيها كل عناصر الجذب السياحى، فـ تمتاز بجمال الطبيعه وجوها المعتدل طول العام، كما أن حضارات العالم ظهرت فيها وتركت بصمتها الخالده من خلال الآثار الفرعونيه واليونانيه والرومانيه والقبطيه والإسلاميه.
النشاط الاقتصادى بمحافظة الفيوم
تعتبر الفيوم من أقدم محافظات مصر، وتبلغ المساحة المأهولة بالسكان 30% من جملة مساحتها الكلية والباقى صحراء وتشير الدراسات السكانية إلى أن النشاط الزراعى بالفيوم يأتي في مقدمة النشاط السكانى لأبناء الإقليم، حيث أن الزمام المنزرع فى المحافظة يمثل نسبة 92.8 % من إجمالي الزمام الكلي ، حيث يبلغ 422304 أفدنة.
السياحة البيئية
التقت بيئات الفيوم الطبيعية بأنواعها الثلاث "الساحلية - الزراعية - الصحراوية" معا فى تناغم جميل على أرض الفيوم، فرسم بذلك صورة رائعة لا تتوفر إلا في الفيوم ، خاصة إذا كانت فى إطار من النقاء البيئى والمناخ والموقع المميز على خط السير السياحى القريب من العاصمة ، مع توفر آثار الحضارات القديمة التى عاشت فى الفيوم وتركت آثارها على أرضها منذ بدء الخليقة وحتى الآن.
أهم المناطق الجاذبة للسياحة البيئية في الفيوم
تشكل البيئة الساحلية فى الفيوم عنصر جذب أساسي للسياحة فى الفيوم حيث تشكل المناطق الساحلية نسبة 8% من مساحة أراضى الفيوم ، وتمتاز بوجود بحيرتين أحدهما هى بحيرة قارون وهى واحدة من البحيرات الطبيعية التى تنضم إلى التراث الطبيعى العالمى ، والثانية بحيرات وادى الريان الصناعية ثم ترعة بحر يوسف ، ولكل بحيرة من هذه البحيرات عبقها الخاص والحياة البرية والنشاط السكانى على ضفتيها وأنواع أسماكها المتميزة.
المحميات الطبيعية في الفيوم
بحيرة قارون أو بِركة قارون
تبعد 20 كم عن الفيوم ، و 80 كم عن القاهرة ، وتعتبر من الآثار الطبيعية القديمة باعتبارها البقية الباقية من بحيرة موريس القديمة وتبلغ مساحتها 53 ألف فدان ويتراوح عمقها بين 5 أمتار فى الشرق إلى 12 م فى الغرب ، ويتاح فيها فرصة مزاولة الرياضات المائية وصيد الأسماك ومراقبة الطيور.
حيث تأتى إليها مجموعة من الطيور المهاجرة كل عام ، وأهم فترة للصيد بالسنارة هى الفترة من يونيه إلى سبتمبر ، وأهم أنواع الأسماك فى بحيرة قارون "الموسى - الطوبار - البورى - الحفار - البلطى - الدنيس"، ويقع على ساحلها الجنوبى مجموعة من المنشآت والقرى السياحية مثل "فندق أوبرج الفيوم - فندق بانوراما شكشوك - قرية الواحة السياحية - كافيتريا اللؤلؤة - كافيتريا بلاج البحيرة"، وعلى الساحل الشمالى توجد آثار فرعونية ويونانية ورومانية تتمثل فى "قصر الصاغة".
وتعد بحيرة قارون من أقدم البحيرات الطبيعية فى العالم وهى البقية الباقية من بحيرة موريس القديمة ، وتتميز هذه المحمية بوجود تكوينات جيولوجية هامة علميًا وتاريخيًا ، وبها مجموعات نباتية متنوعة ، وتتوافد إليها الكثير من الطيور المهاجرة والمقيمة.
وقد تم اكتشاف حفريات ثديية بالمحمية يرجع عمرها إلى حوالى 10 ملايين سنة ، كما ظهرت فيها حفريات أقدم قرد فى العالم وبعض الأشجار المتحجرة ، ويوجد بها بعض المناطق الأثرية الفرعونية والرومانية والقبطية مثل "منطقة الكنائس - معبد الصاغة - معبد قصر قارون -" وكذلك يوجد بها بعض الحفريات النباتية والحيوانية
تطوير بحيرة قارون وإنشاء مشروعات استثمارية سياحية
انطلاق مسابقة قارون 66 للجرى بالتعاون مع المغامر المصرى عمر سمرة للترويج السياحي
أعلنت وزارة البيئة عن إطلاق نموذج للسياحة البيئية الترويجية وتحقيق الهدف الحقيقى من تطوير المحميات الطبيعية ، وهو الترويج للإمكانيات التي تتمتع بها بما في ذلك قدرة الإنسان على التصالح مع الطبيعة وإقامة أنشطة وممارسات مسئولة للتمتع بتلك الطبيعة المتنوعة فى مصر من خلال حملة "ايكو ايجيبت" للترويج للسياحة البيئية.
مضيفة أن الحملة حاليا تعمل على الترويج للسياحة البيئية فى مصر بشكل مختلف من خلال انشطة جديدة و منها تنظيم مسابقة قارون 66 للجرى بالتعاون مع المغامر عمر سمرة كأحد سبل الترويج للمحميات بخلق منتج قادر على جذب فئات كبيرة من المجتمع والشباب للمحميات والتصالح مع الطبيعة وتقدير قيمتها.
تطوير بحيرة قارون وإنشاء مشروعات استثمارية سياحية
بلغ حجم المشروعات الإستثمارية التي تقدم أصحابها لتنفيذها فى الفيوم 28 مشروعًا تبلغ مساحتها 1059 فدانا وتبلغ تكلفتها 554986050 جنيها مصريا وتشمل إقامة 729 وحدة و 1234 شاليه و 578 غرفة و 4 فنادق و 20 خيمة و 15كابينة و 12 محلًا وقد تم إفتتاح وتشغيل 3 قرى سياحية "البانوراما – الربوع- مصر للتعمير".
محمية وادى الريان
وادى الريان محمية طبيعية على بعد 77 كم من مدينة الفيوم وهي من اهم الاماكن التى تظهر تطور الحيتان فى العالم تحتوي على حوالي 400 حفرية نادرة للحيتان ترجع الى عهد سحيق أكثر من 40 مليون سنة "كما قال العلماء" و في عام 2005 إختارتها اليونسكو كأفضل مناطق التراث العالمي للهياكل العظمية للحيتان.
ويوجد بها مناطق طبيعية متعددة مثل منطقة العيون والشلال ومناطق مراقبة الطيور ومساحته 35 ألف فدان. وهناك أودية أخرى مثل وادى النزلة ووادي دمو، وتتميز المحمية ببيئتها الصحراوية المتكاملة بما فيها من كثبان رملية وعيون طبيعية ومسطحات مائية واسعة وحياة نباتية مختلفة وحيوانات برية وحفريات بحرية مهمة ومتنوعة، كما تتميز منطقة بحيرات الريان بالأجواء البيئية الطبيعية الهادئة وخالية من التلوث وتعد منطقة مهمة للطيور المهاجرة.
وتضمنت المرحلة الأولى من تطوير المحمية إعادة تخطيط منطقة الشلالات وتخصيص أماكن مجهزة للزوار وإعادة تأهيل دورات المياه القائمة بالفعل وتوفير دورات مياه جديدة لاستيعاب الأعداد الكبيرة التى ترد إلى الموقع.
تم تطوير الكافيتريات الخاصة التى يعمل بها أفراد من المجتمع المحلى، بحيث تتناغم مع البيئة المحيطة وتأخذ جميعها شكلًا متوافق بيئيا وتم وضع علامات إرشادية ولوحات متحفية لرفع وعى الزوار بالمحمية والموارد الطبيعية بهاو توفير مناطق لخدمة انتظار السيارات ومحال لبيع المنتجات التقليدية.
وجار العمل على تشييد بوابة جديدة للمحمية لاستقبال الزائرين و من المتوقع أن يتم الانتهاء من عمليات التطوير بموقع الشلالات فى منتصف يوليو 2018 وانشاء كافيتريات بالمحمية وسيتم دمج القطاعين العام والخاص والجمعيات الأهلية فى بناء وإدارة هذه الكافيتريات والمنتجع البيئى.
التطوير في مناطق الجذب السياحي بمحمية وادي الريان تتم من خلال مشروع البرنامج البيئي للتعاون المصرى الإيطالى الذى تنفذه وزارة البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى بمنحة مقدمة من برنامج التعاون الإيطالى.
وادي الحيتان.. منطقة تراث عالمي
هي منطقة للحفريات فى الشمال الغربى لمحمية وادى الريان يرجع عمرها إلى حوالي 4 مليون عام وهذه الحفريات لهياكل متحجرة لحيتان بدائية وأسنان سمك القرش وأصداف وغيرها من الحيوانات البحرية التى تعتبر متحفًا مفتوحًا كما يوجد نبات الشورة متحجر داخل صخور لينة.
ترجع أهمية وادى الحيتان لانه بيئة طبيعية للحيوانات المهددة بالإنقراض مثل الغزال الأبيض والغزال المصرى وثعلب الفنك وثعلب الرمل والذئب والطيور المهاجرة النادرة مثل صقر شاهين وصقر الغزال والصقر الحر والعقاب النسارى وأنواع أخرى من الطيور المهاجرة مثل أنواع البط والسمان والتفلق وأنواع البلشون والعنز وغيرها . ومن النباتات البرية مثل: الأتل - الرطريط الأبيض - العاقول - السمار - الغاب - البوص - الغردق - الحلفا وغيرها.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم اليونسكو عام 2005 سجلت منطقة وادى الحيتان فى قائمة المحميات الطبيعية كأول موقع طبيعى مصرى كأول وسادس موقع عربي يتم تسجيله فى قائمة اليونسكو كتراث طبيعى عالمى بإعتبارها تضم حفريات لنوع منقرض من الحيتان في الصحراء الغربية بمصر، الأمر الذى ساعد العلماء على معرفة مراحل تطور حياة هذا الكائن الثديي الذي تحول على مر السنين من كائن بري إلى كائن بحري.
وأثبتت الحفريات التى أجريت ان الحيتان الموجودة بالمنطقة تحتوى على اعداد حفريات كبيرة من الحيتان كما أنها فريدة فى درجة جودتها تجعلها فريدة من نوعها.
وتتميز منطقة وادى الحيتان بنظام بيئى فريد من حيث وجود الأراضى الرطبة والتراكيب الجيولوجية والعيون المائية والحفريات النادرة كما تتواجد مجموعة كبيرة من هياكل الحيتان يصل عددها الى 406 هياكل منها 205 هياكل عظمية كاملة ترجع الى 40 مليون عام بالإضافة إلي وجود الكثير من الحيوانات والأسماك الأخرى مثل : القروش والأسماك العظمية وعروس البحر والدرافيل وتعد هذه المنطقة من أجمل بقاع العالم لوجود التلال الرملية الصغيرة والنتوءات الصخرية من الحجر الرملى ذات الأشكال المتنوعة التى أعطت للمنطقة هذه الأهمية العالمية.
ويمثل وادى الحيتان متحفًا جيوليوجيًا مفتوحًا فريدًا من نوعه ويمثل "جبل جهنم" جيوليوجية منطقة وادى الحيتان وتمثل هذه المنطقة قاع البحر القديم الذي كان يذخر بثروات طبيعية فى تلك الحقبة ,كما يوجد بها إحدى المناطق اليابسة التى ظهرت فوق سطح الماء ونقطة مصب أحد أفرع النيل القديم ,اضافة الى وجود العديد من غابات المانجروف .
وتعكس الحفريات البيئة الاستوائية لمصر فى العصر الايوسيئى ,حيث عثر على حفريات لأسماك عظمية وأسماك القرش والسلاحف والثعابين البحرية وعروس البحر وفصيلة "البازيلو صورص" الديناصورية التى يصل طولها الى حوالى 22 مترا.
العثور علي حفريات ترجع الى 42 مليون سنة مضت
وقد عرفت هذه المنطقة بوجود انواع من الاسماك مثل أبو سياف والجد الأصلي للحوت لأنها في الأصل قاع بحر "سيدس" الذي يعود وجوده إلي 42 مليون سنة مضت, وقد حدث هذا التميز لوادي الحيتان نتيجة للتغيرات المناخية ولوجود فترات تصحر وانحسار المياه علي مدي ملايين السنين والمشكلة التي يمكن أن تواجه وادي الحيتان هي مواجهتها لمخاطر الزحف الزراعي بالإضافة إلى تهديدها بالانقراض للكثير من الحيوانات النادرة مثل الثعلب الأبيض, وحيوان المنك, والكوبرا المصرية.
ويعتقد أنه قبل 40 مليون سنة كان وادى الريان يقع تحت محيط ضخم للغاية وبسبب التغيرات الجيولوجية انحسر هذا المحيط للخلف وترك وراءه عدد كبير من الحيوانات البحرية ومن بينها الحيتان التى لوحظت بدرجات كبيرة وحيث اكتشف مئات من الهياكل العظمية المتحجرة لبعض أنواع من الحيتان الأولية وكذلك الكثير من الأصداف وأسماك القرش وغيرها من الحيوانات البحرية وعموما يمتاز وادى الحيتان بوجود العديد من هذه الكائنات المتحجرة والتى تتواجد فى مواقع عدة من بينها صخور تحوى هياكل للحيوانات البحرية ومناطق بها أعمدة فقارية متحجرة لحيوانات ثديية بحرية وبقايا لنباتات المانجروف المتحجرة داخل الصخور اللينة وغيرها.
ربما جعلت هذه الاكتشافات وادى الحيتان بمثابة صندوقا للعجائب وطرحت أسئلة كثيرة عن كيفية وصول هذه الكائنات البحرية على جوف الصحراء أو جهنم كما يطلق البعض هذا الاسم على الوادى.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صدى البلد ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صدى البلد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.