وكانت هذه الصورة كشفت ملحمة يسطرها الأطباء على خط المواجهة مع فيروس كورونا المستجد، من أجل منع انتشار الفيروس اللعين الذي يتنقل عبر الدول والقارات في صمتٍ تام يقتل مواطنين ويصيب آخرين ويزرع الخوف والهلع في نفوس الكثير.
ووسط هذه المشاعر القاسية يسطر أطباء الاسكندرية "الجيش الابيض " ملحمة جديدة تجاه المصابين بالفيروس الوبائى غير عابئين بخطر الإصابة فى مشهد يؤكد أصالتهم وتضحياتهم فى هذا الظرف الاستثنائى الذى تمر به البلاد، ففى احد مستشفيات شرق المحافظة والتى تستقبل المصابين بالفيروس الوبائى، استطاع الطبيب احمد عنتر القرنشاوى طبيب القلب والأوعية، ضرب مثال للتضحية والجهد والتفانى فى العمل بكل اخلاص فى محاولته انقاذ احد المرضى بالفيروس الوبائى داخل المستشفى رغم وفاتها.
"فيتو" تواصلت مع الطبيب الذي أصيب من قبل بفيروس كورونا المستجد مرتين ولكنه لم يترك عمله في إنقاذ المرضى رغم ذلك.
فريق طبي ينقذ مريضا من طعنة في القلب بالإسكندرية
وقال الدكتور أحمد عنتر طبيب القلب والاوعية، ان هذا المشهد من إنقاذ حالة المريضة يتكرر مع كافة المرضى جميعا داخل المستشفى والتعامل بكل تضحية وتفاني منذ انتشار هذا الفيروس الوبائي الكورونا خلال الموجة الأولى له لإنقاذ المئات من المصابين يوميا ومحاولة إسعافهم وتقديم كافة الخدمات والرعاية الطبية اللازمة لهم مضيفا أنه أخذ على عاتقه التطوع منذ ظهور الفيروس مع زملائه الأطباء بالجيش الأبيض لمساعدتهم والوقوف تجاه الوطن فى مثل هذه المرحلة العصيبة قائلا " مستمر فى عملى التطوعى بجانب زملائى لإنقاذ المصابين بالفيروس الوبائى".
وروى طبيب القلب والأوعية قصته مع الحالة المصابة بفيروس كورونا ، مؤكدا أن حالتها كانت سيئة جدا منذ وصولها المستشفى وكانت تعانى من نقص الاكسيجين وبعض التداعيات الأخرى للفيروس وهي من أعراض كورونا وهو ما أدى الى وضعها على جهاز الاكسجين فى بداية الامر، مضيفا ان الحالة خلال مرور الوقت عليها لم تستقر ومن ثم كانت قد أجهدت من نقص الاكسجين للحالة، واضطررت وضعها على جهاز التنفس الصناعى وقبل دخولها فى الغيبوبة كانت تردد بعض الكلمات لى وهى: "متيتمش عيالى".
وأوضح أنه عندما وجدت أن نسبة الأكسجين تصل لـ 30% للحالة على الجهاز أيضا ولم ترتفع على الإطلاق، كان لابد من إجراء حل وحيد وهو إجراء تنفس صناعي يدوي لرفع نسبة الأكسجين مرة أخرى ومحاولة إنقاذ الحالة على الفور.
وتابع بأن الوضع لإسعاف الحالة خلال عملية التنفس الصناعي اليدوي وصل إلى 5 ساعات وأكثر، كنت استبدل العمل مع 3 من طاقم التمريض، من خلال الشفتات داخل المستشفى مع متابعة كافة الحالات الأخرى المصابين قائلا: "كان مجهود شاق ومفيش راحة وهى رسالتى المهنية".
واستكمل: على الرغم من كافة المحاولات والإسعافات اليدوية التى تمت لإنقاذ الحالة وزيادة نسبة الأكسجين مرة أخرى لم تستجيب الحالة حتى تواصلت مع الطبيب الاستشاري، وجربنا حلولا عديدة مع الحالة، وكان الحل الأخير هو عمل شق صدرى، وبالفعل بعد فتح الشق الصدري ارتفعت نسبة الأكسجين فى الدم حيث كانت الرئة منكمشة بسبب التليفات، واستقرت حالة المريضة لمدة 48 ساعة بعد تلك الواقعة إلى أن توفيت بسبب صدمة تسممية من مضاعفات الكورونا.
وأوضح طبيب القلب والأوعية، أن جميع الأطباء يبذلون كافة الجهود مع الحالات المصابة بالفيروس الوبائى كورونا قائلا: " لا ننتظر المقابل المادي والدعم المعنوي هو الجائزة الكبرى التى ننتظرها من الشعب المصرى للعبور من هذه المرحلة العصيبة بالفعل" مطالبا المواطنين بالالتزام بارتداء الكمامات واستخدام المطهرات الوقاية وعدم المشاركة فى التجمعات والأفراح والتى تتسبب فى انتقال العدوى بين شخص وآخر.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بوابة فيتو ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بوابة فيتو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.