للإرادة والعزيمة فرسان وحالتنا اليوم فريدة لا تتكرر كثيرا.. نموذج مشرف لشاب يدعي “أحمد عبد المنعم يوسف محمد رحمة ”30 عاما، أول معيد كفيف في تاريخ كلية الإعلام، والمقيم بقرية شيبة النكارية محافظة الشرقية، فرغم فقدان بصره منذ صغره فإن ذلك لم يمنعه من التفوق حتى تحقق حلمه في الوقت القريب ليحصل على درجة الماجستير.
بطل حكايتنا ضرب المثل العليا في الصبر على الابتلاء ولم يتخل عن حلمه، وطأ بقدميه دروب العلم والمعرفة، وبدأ رحلة “أحمد رحمة”من قريته شيبة النكارية إلى أن تمكن من الحصول علي درجة الماجستير من كلية الاعلام جامعة القاهرة وينتظر خلال الفترة المقبلة مناقشة رسالة الدكتوراه.
يهوى صيد الأسماك وكرة القدم والطائرة.. الشاب المعجزة: رئيس جامعة القاهرة اندهش لأني الطالب المثالي
كانت"فيتو" قد توجهت في وقت سابق إلى قرية "شيبة النكارية"، التابعة لمركز الزقازيق والتقت الشاب المعجزة “أحمد عبد المنعم يوسف” ليروى لنا تفاصيل رحلة التحدي.
قال "أحمد" لـ «فيتو»:«اجتهدت وتعبت جدا، وكنت أثق أنى هاكون في يوم من الأيام حاجة كويسة، والحمد الله ربنا مخذلنيش.. أنا بعشق الدراسة جدا، وكنت دايما أتفوق في دراستي في الابتدائية والإعدادية والثانوية، وكنت الأول على الجمهورية وأيضا في الجامعة".
وأضاف الشاب الذي ينادونه في قريته بـ"أحمد أبو رحمة": والدي، رحمه الله، كان يعمل مديرا لإحدى المدارس، ووالدتي، أطال الله في عمرها، تحفظ نصف القرآن الكريم، وكانا سندا لي دائما وسببا رئيسيا في تفوقي، مضيفا: ذات يوم ذهبت مع شقيقتى الكبرى "إيمان" لأحد الدروس، واكتشف المعلم تجاوبي معه أثناء شرح المادة، وكان عمرى حينها ثلاث سنوات ونصف السنة، فقال لأختى: "أخوكى لماح وباين عليه زكى جدا"، وطلب منها إحضار كراسة وقلم لي لأتعلم الكتابة والقراءة.. وبالفعل تمكنت من فعل ذلك وعمري 4 سنوات مما أثار استغراب واندهاش جميع أهالي قريتى وقتئذ واستعان بعضهم بي لقراءة الصحف لهم".
رحمة يكشف السر وراء إصابته بفقدان البصر
واستطرد: "أنا اتولدت طبيعي وماكنتش كفيف، بالرغم من أن والدى كان كفيفا فقد تعرضت للضرب من أحد الأشخاص بالقرية ظنا منه أننى قمت بإلقاء نجله في المصرف أمام مدرسة "شيبة"؛ ما أدى لإصابتى بانفصال شبكية ونزيف، وفقدت جزءا من بصري، وبعد الواقعة، وبسؤال الأهالي لابن الشخص المعتدي، أكد أننى لم أسقطه في مياه المصرف بل انزلقت قدماه".
كثرة العمليات تسببت في تلف وضمور بالعصب البصري
وتابع: عقب ذلك دخلت في دوامة العمليات لاسترجاع بصري إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، واضطر والدى لإلحاقي بمدرسة الأمل للصم والبكم بالزقازيق، وتم إجراء اختبار لي، واكتشف المعلمون بالمدرسة أن مستواى يؤهلنى للانضمام للصف السادس، وليس الثانى الابتدائى، لافتا إلى أنه فقد بصره بشكل كامل عندما كان في الصف السادس الابتدائي بعدما تسببت كثرة العمليات في إحداث تلف وضمور بالعصب البصري.. بعدها اعتمد على جهاز "برايل" في التعلم حتى الانتهاء من الثانوية وفي الجامعة على الحاسب الآلي.
أول معيد بكلية الإعلام: أمي سر نجاحي وتفوقي
وأضاف: لا أريد أن أسترد بصري، ولا عمري خطر ببالي أن أدعو الله أن أرى مرة ثانية لأنى بقيت مرتاح كدة، وتأقلمت تماما على هذا الوضع"؛ لأن أمى وإخواتى الأربعة وهم: "محمد طالب في السنة النهائية بكلية التجارة ومحمود ثانية حقوق مش مخليينى محتاج حاجة خالص".".
وأوضح "أحمد":عقب وفاة والدى تحملت أمى المسئولية وكان عمرها 36 عاما وبالرغم من تقدم العديد من الرجال لطلب يدها في ذلك الوقت فإنها رفضت وأصرت على القيام بتربيتى وإخواتى وعملت كممرضة لتوفير مصروفات المنزل والدراسة لنا.
قصة جابرنصار والطالب المثالي
وعن أطرف المواقف التي تعرض لها قال: عندما حصلت على جائزة الطالب المثالي بكلية الإعلام عام 2015، فوجئت بالدكتور جابر نصار، رئيس الجامعة السابق، يتساءل مستغربا: "كيف حصل هذا الشاب على الجائزة وهو ملتحق بالتعليم المفتوح وكفيف فأجبته بأنني طالب انتظام وطوال مراحل دراستى كنت متفوقا ووعدنى بأنه سيهدينى رحلة لمدة شهر في أوروبا ولكن هذا لم يحدث.
وأضاف "أبو رحمة"، وهو يتحدث بنبرة حزن شديد: بالرغم من تفوقى وإصدار قرار بتعيينى كأول معيد في تاريخ كلية الإعلام (مختص بالأبحاث) فإننى لم أجد أي اهتمام من جانب المسئولين.
أبرز المعوقات التي واجهها بعد قرار تعيينه بالكلية
وتابع: أبرز المعوقات التي يواجهها بعد قرار تعيينه بالكلية والذي صدر في شهر يوليو من عام 2017 هو عدم توافر سكن له وتحمله مشقة السفر يوميًا والعودة في ذات اليوم برفقة والدته، فضلا عن عدم تخصيص مرافق له من جانب الكلية، مناشدا الرئيس السيسي، الذي يأمل في مقابلته، والمسئولين عن جامعة القاهرة، تلبية احتياجاته للتخفيف عنه.
أعشق صيد الأسماك والقراءة وألعاب الكرة الطائرة والسلة
وعن هواياته المفضلة قال: أعشق صيد الأسماك والقراءة وألعاب الكرة الطائرة والسلة والقدم وأتابع فريقي الذي أشجعه وهو الزمالك، ولاعبي المفضل حتى الآن هو الهداف المعتزل عبد الحليم على الذي أتمنى مقابلته رغم تركه للمستطيل الأخضر؛ لأنه يتمتع بأخلاق عالية ومحبوب من الجميع، كما أعشق أحمد حجازى، نجم الأهلي والمعار للدوري الإنجليزي.
يوم المرأة المصرية وتكريم الأم المكافحة
كانت الحاجة نجاة والدة احمد رحمة قد تم تكريمها في وقت سابق من حرم رئيس الجمهورية فى يوم “المرأة المصرية” تحت شعار المرأة أيقونة النجاح، فهى تربت يتيمة حرمت من التعليم ورحل زوجها فى عمر الشباب تاركا لها خمسة أبناء بينهم طفل من ذى الهمم، فكافحت معهم حتى أتموا تعليمهم الجامعى، بينهم نجلها الدكتور أحمد رحمة أول معيد كفيف بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بوابة فيتو ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بوابة فيتو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.