اتفق المشاركون في الدورة (28) لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، التي تستضيفها القاهرة وتنظمها الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات بجامعة الدول العربية، على انتخاب مصر رئيسا للمكتب التنفيذى للمجلس للعامين المقبلين، ودولة الإمارات العربية المتحدة نائبا للرئيس.
جاء ذلك خلال ترؤس مصر، اليوم /الخميس/، الدورة (28) لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، التي تستضيفها القاهرة وتنظمها الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات بجامعة الدول العربية، حيث تسلمت مصر رئاسة الدورة الحالية للمجلس من دولة الإمارات العربية المتحدة، في مستهل الاجتماع، وقام طلال حميد عبد الله بالهول رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات والحكومة الرقمية بالإمارات بتسليم الدكتور عمرو طلعت رئاسة أعمال الدورة (28) للمجلس.
وخلص الاجتماع إلى عدد من التوصيات أهمها إطلاق الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي في إطار استراتيجي تلتزم به جميع الدول العربية في عملها في صناعة الذكاء الاصطناعي.
وتستهدف الاستراتيجية بناء اقتصاديات عربية قادرة على المساهمة في الناتج المحلي والعالمي من خلال تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي عن طريق تمكين أفرادها ومؤسساتها من تحقيق أقصى استفادة منه في إطار أخلاقي محكم.
وتتضمن الاستراتيجية عدة محاور ومجالات للتعاون تشمل وضع قواعد وإطار عربي متكامل لحوكمة الذكاء الاصطناعي على مستوى الدول العربية، وتعزيز استخدام وتبني الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في القطاعات ذات الأولوية في المنطقة العربية، ووضع إطار عربي موحد لبناء القدرات البشرية وتنمية الوعي العام إزاء القضايا الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وتمكين رواد الأعمال والشركات الناشئة العربية في مجال الذكاء الاصطناعي، والشراكات والتعاون مع جهات ومنظمات إقليمية ودولية رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، واستمرار الدعم الفعال والمستمر للشعب الفلسطيني في مختلف عناصر قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
كما جرى تنسيق المواقف في مختلف القضايا المتعلقة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مثل الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، والخدمات البريدية وغيرها من العناصر الفاعلة والمهمة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
كذلك تم الاتفاق على مواقف موحدة إزاء الميثاق الرقمي العالمي الصادر عن الأمم المتحدة، والذي وافقت عليه الدول في قمة المستقبل، في سبتمبر الماضي، والموافقة على مبادرة التعاون الرقمي العربي، التي اقترحتها دولة العراق.
كما تم الاتفاق على العمل العربي في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في العام الحاليى ارتكازا على 5 محاور أساسية. وتتمثل في ميثاق الذكاء الاصطناعي المسئول، تحفيز الابتكار وريادة الأعمال والأداء الفكري الخلاق، وإطار حوكمي موحد لحماية البيانات والعمل على توطينها داخل الوطن العربي، والتعاون الكامل في قضايا الأمن السيبراني وبناء سدود سيبرانية منيعة لقواعد البيانات في دولنا العربية، وتطوير البنية التحتية الرقمية وتضييق الفجوة الرقمية في مجتمعاتنا العربية.
كما الاتفاق على تشكيل المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات للعامين المقبلين بعضوية الإمارات العربية المتحدة والبحرين وتونس والجزائر وجيبوتي والعراق والسعودية ومصر.
وتم الإعلان عن اختيار عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية عمان كعاصمة عربية رقمية لعام 2025.
وفي كلمته خلال الاجتماع.. أكد الدكتور عمرو طلعت، أن الدورة الحالية تعكس الالتزام الراسخ ببناء مستقبل رقمي عربي مشترك، تكون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ركيزته الداعمة في تعزيز الاتصال بين الشعوب العربية، وتوفير الوظائف للشباب، ودفع التنمية المستدامة للاقتصادات، والتحول نحو مجتمعات رقمية آمنة.
وقال إن انعقاد هذه الدورة يتزامن مع الاحتفال بمرور ثمانين عاما على تأسيس جامعة الدول العربية؛ لافتا إلى أنه خلال العامين الماضيين كان هناك حراك وتحول غير مسبوق في دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الساحة الدولية.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى "الميثاق العالمي الرقمي"، الذي تبنته الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، كمبادرة لترسيخ مبادئ العدالة والتنمية المستدامة والحوكمة في الفضاء التكنولوجي؛ موضحا أن الدول العربية أسهمت في صياغته، وشاركت في المشاورات لضمان توافقه مع تطلعاتها الرقمية، خاصة في الذكاء الاصطناعي وحوكمة البيانات؛ معربا عن تطلعه إلى استمرار هذا الحراك العربي الفاعل في مضمار الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لضمان تنفيذ هذا الميثاق على نحو يتسق مع رؤيتنا واستراتيجيتنا العربية.
وأشاد الدكتور عمرو طلعت، بجهود فريق العمل العربي المعني بالذكاء الاصطناعي، والتي توجت بطرح "الرؤية الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي"، التي تهدف إلى الارتقاء بالأداء الحكومي، والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين وتحقيق الريادة للدول العربية في مجال الإبداع الرقمي والشركات الناشئة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ورفعَ الوعي العام بهذه التكنولوجيا بالغة الأهمية، فضلاً عن تشجيع البحث والتطوير في التطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، وجذب الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية اللازمة لذلك.
واستعرض الدكتور عمرو طلعت، خطة العمل للدورة الحالية، والتي تجسد جهود مأمولة لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، خلال العام القادم، والذي تشارك في أعماله مصر، مع أشقائها في الدول العربية على كافة محاوره من أجل تعزيز العمل المشترك في خمسة محاور بالغة الأهمية.
وأوضح أن المحور الأول يتمثل في تبنى الرؤية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي ووضع إطار تنظيمي وسياج حوكمي يوازن بين حماية شعوبنا من مخاطر الذكاء الاصطناعي السيبرانية والأخلاقية، مع عدم الإفراط في وضع أطر تقيد الإبداع الرقمي الأمر الذي يستلزم الانتهاء من صياغة الميثاق العربي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن المحور الثاني دعم الابتكار وريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تهيئة المناخ الداعم للشركات الناشئة ورواد الأعمال وتقديم حوافز مشجعة، ودعم البحث والتطوير البيني للمتخصصين في دولنا من خلال برامج مشتركة. فضلاً عن الاستثمار في التعليم والتدريب وتطوير المهارات الرقمية، لضمان جاهزية الأجيال القادمة للمنافسة في سوقِ العمل الرقمي عربياً وعالمياً.
أما المحور الثالث يتمثل في التعاون العربي لوضع معايير وسياسات موحدة لحماية البيانات تواكب المتغيرات العالمية، لضمان احترام الحقوق الرقمية للمواطنين بما في ذلك حقهم المطلق في إدارة بياناتهم الشخصية والاطلاع على آليات تداولها؛ الأمر الذي يتطلب تطوير المنظومات الرقمية التي تسمح بالتشغيل البيني بين الدول العربية بأمان وفعالية، بالإضافة إلى تعزيز العمل العربي المشترك لتوطين البيانات في المنطقة، كأحد أولويات قضايا السيادة الرقمية ووضع استراتيجيات واضحة لتطوير بنية تحتية رقمية تحفز استثمار القطاع الخاص في مراكز بيانات وسحب حوسبية محلية.
ولفت إلى أن المحور الرابع يتمثل في استمرار التنسيق العربي وتوحيد المبادرات العربية المخطط إدراجها على خطة الاتحاد الدولي للاتصالات في مؤتمر التنمية، الذي سيقام خلال هذا العام في دولة أذربيجان.
وأوضح أن المحور الأخير يتمثل في حماية البنية التحتية الرقمية لدولنا بمنظوماتِ دفاع سيبرانية صامدة متطورة، ووضع استراتيجيات إقليمية لحماية البيانات والتصدي للهجماتِ السيبرانية، مع تطوير آليات إقليمية للتعاون في بناءِ القدرات ورفع الوعي في مجال الأمن السيبراني لضمان بيئة رقمية آمنة ومستقرة.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى المشاركة العربية الفاعلة على المنصات الدولية خلال العام الماضي؛ معربا عن تقديره لجهود الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات خلال الفترة البينية لانعقاد الدورة الحالية والدورة السابقة.
بدوره.. أوضح طلال حميد عبد الله بالهول رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات والحكومة الرقمية في الإمارات العربية المتحدة أبرز الإنجازات التي تحققت خلال الدورة الماضية للمكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، حيث تم مناقشة أكثر من 91 موضوعا، بالإضافة إلى طرح 20 ورقة عمل في مجالي البريد والاتصالات، مما أسهم بشكل مباشر في تقليص الفجوة الرقمية العربية وتعزيز التطور في قطاعي الاتصالات والبريد، بما يتماشى مع الأهداف العالمية ورؤيتنا المستقبلية لتحقيق التنمية المستدامة.
في السياق.. أشار الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بجامعة الدول العربية السفير علي المالكي، إلى أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يحتاج إلى ضخ المزيد من الاستثمارات لتطوير البنية التحتية، ورأب الفجوة الرقمية بين المدن والمناطق النائية، وإتمام عمليات التحول الرقمي، وتنمية الكوادر البشرية للعمل بهذه التكنولوجيات؛ موضحا أنه تم البدء في تنفيذ خطة عمل تنموية إقليمية للمنطقة العربية بالتعاون بين الدول العربية والمكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي تتضمن مجموعة من المشروعات؛ داعيا إلى تفعيل تبني الأجندة الرقمية العربية.
ودعت وزيرة الاتصالات العراقية الدكتورة هيام الياسرى، إلى تبنى المجلس عددا من المقترحات منها اعتماد مبادرة التعاون الرقمي العربي المقترحة من العراق، والموافقة على الاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعي واعتمادها، وتشكيل لجنة لبلورة موقف عربي موحد يأخذ بعين الاعتبار مختلف الإشكاليات المطروحة من قبل منصات التكنولوجيات العالمية لاحترام الخصوصيات الأخلاقية والاجتماعية للمنطقة، وتقديم الدعم الفني والخبرات في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لفلسطين، والتنسيق العربي المشترك استعدادا للمشاركة في المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات، وعقد اتفاقيات ثنائية لتيسير تطبيقات التجارة الإلكترونية بين الدول العربية، وإصدار طابع بريدي مشترك بمناسبة مرور 80 عاما على تأسيس جامعة الدول العربية.
وأكد محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في المملكة العربية السعودية الدكتور محمد بن سعود التميمي، أن هذه الدورة تأتي استكمالا لدور الدول الأعضاء في تعزيز التعاون العربي في مجالات الاتصالات والتحول الرقمي، بما يتماشى مع أهداف الاستراتيجيات العربية المشتركة؛ مشيرا إلى إطلاق المملكة العربية السعودية إعلان الرياض خلال منتدى حوكمة الإنترنت 2024، والذي يركز على الذكاء الاصطناعي بعدا شاملا ومبتكرا لإيجاد حلول رقمية؛ داعيا الدول العربية للانضمام لإعلان الرياض كشركاء لإرساء الجهود الرامية لتعزيز الابتكار وتطويع الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية.
ودعت مدير عام شئون الاتصالات في فلسطين هدى الوحيدى، إلى تعزيز التعاون العربي لدعم إعادة بناء البنية التحتية لقطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في فلسطين ودعم وإدخال خدمات الجيل الرابع والخامس لفلسطين، بما يتيح اللحاق بركب التطور التكنولوجي العالمي وتحسين الوصول إلى الخدمات البريدية الدولية وضمان حقوق فلسطين في هذا المجال واعتماد آلية لضمان تنفيذ القرارات الصادرة عن المجلس في هذا الإطار.
وأوضح وزير تكنولوجيات الاتصال في تونس المهندس سفيان الهميسى، أن العالم يشهد تحولات تكنولوجية غير مسبوقة حيث تواجه المجتمعات العربية شأنها مثل باقي دول العالم تحديات كبيرة في ظل الثورة الرقمية والتحولات في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني؛ مشيرا إلى أن هذه التحولات توفر فرصا لدفع التنمية المستدامة وتعزيز التقدم الاقتصادي والاجتماعي إلا أنها تفرض تحديات معقدة تتطلب تعاونا وتنسيقا أكبر على المستويين الإقليمي والدولي؛ مؤكدا أهمية تعزيز الجهود المشتركة لبناء بنية تحتية رقمية آمنة ومحصنة وتبادل الخبرات والممارسات بين الدول العربية.
وأوضح رئيس الهيئة العامة للاتصالات والمعلوماتية في ليبيا المهندس عبد الباسط سالم الباعور، أن الاجتماع يجسد حرص الدول العربية على تعزيز التعاون المشترك في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما يخدم مصالح شعوبنا؛ موضحا أن التعاون العربي المشترك في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أصبح ضرورة استراتيجية خاصة أن التسارع التكنولوجي العالمي يفرض تحديات تتطلب تعزيز البنية التحتية الرقمية العربية وتأمين البيانات وحماية الخصوصية وتنمية الكفاءات البشرية القادرة على مواجهة هذه التحديات المتمثلة في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والسيادة الرقمية.
وأشار وزير الاتصالات والتحول الرقمي بجمهورية السودان المهندس عادل حسن الحسين، إلى أن الاجتماع يأتي استكمالا لمسيرة العمل العربي المشترك والرغبة الأكيدة لتوحيد الجهود والأهداف لتحقيق مجتمع عربي رقميى يكون محوره المواطن ودعامته أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ مؤكدا أهمية تعزيز القناعة بمحاور العمل التي تتبناها كبرى المنظمات الإقليمية والدولية، والتي تشمل النفاذ إلى وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية والخدمات والبيانات وتعظيم الاستفادة من التكنولوجيات الرقمية والبيانات، والابتكار المرتكز على البيانات وإتاحة فرص العمل ذات الصلة؛ موضح
ا أهمية رفع كفاءة البنية المعلوماتية الرقمية كأحد أهم محاور العمل العربي المشترك؛ لما تمثله من أهمية في إرساء قواعد الاقتصاد الرقمي.
وأشاد رئيس هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بالمملكة الأردنية الهاشمية المهندس بسام السرحان، بخطة العمل التي طرحها الدكتور عمرو طلعت، والتي استقرأت المستقبل ووضعت الأمور في اتجاهها الصحيح؛ مضيفا أنه من خلال تطبيقها سيتم الانتقال إلى حقبة جديدة من التحول الرقمي بما يتماشى مع المتطلبات العالمية؛ داعيا الدول العربية لحضور المنتدى العربي العالمي للتحول الرقمي والتنمية خلال الشهر المقبل؛ معربا عن تطلعه إلى اعتماد عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية كعاصمة عاصمة عربية رقمية 2025.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر منقول وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.