خلال عام 2024، خاض ترامب وبايدن رحلة مليئة بالتقلبات في السياسة الأمريكية، التي كان لها أثر كبير على الحزبين الرئيسيين، بداية من القضايا القانونية إلى محاولات الاغتيال، وصولًا للسقوط المدوي للديمقراطيين وصعود الجمهوريين لسدة الحكم.

بالنسبة لترامب، فقد واجهت رحلته العديد من مؤشرات الصعود والهبوط، التي مهدت له العودة التاريخية إلى البيت الأبيض، كما واجهت رحلة بايدن أيضًا العديد من المؤشرات التي بدأها بمرشح رئاسي وانتهت مسيرته بطريقة غير متوقعة.

جو بايدن

كانت البداية سيئة على ترامب في يناير، وفقًا لشبكة "إن بي سي نيوز"، الذي أصدرت ضده هيئة محلفين في نيويورك حكمًا بإدانته بتهمة التشهير بالكاتبة إي. جين كارول وأمرته بدفع تعويضات قدرها 83.3 مليون دولار، ولكنه في نفس الوقت حقق أول خطوة كبيرة نحو البيت الأبيض، عندما فاز ترامب في الانتخابات التمهيدية في ولاية آيوا.

أما بايدن فقد تنفس الصعداء، عندما أوصى المستشار الخاص روبرت هور بعدم توجيه اتهامات إليه بشأن قضية الوثائق السرية في عام 2022، التي عثر عليها بمنزله في ويلمنجتون بولاية ديلاوير، ومكتبه في مركز بايدن للدبلوماسية والمشاركة العالمية التابع لجامعة بنسلفانيا.

في مارس منحت المحكمة العليا فوزًا ساحقًا لترامب، عندما قضت بالإجماع بأن الولايات لا يمكنها إبعاده عن الاقتراع بسبب أفعاله المحيطة بالهجوم على الكابيتول في 6 يناير 2021، وألغت المحكمة حكم المحكمة العليا في كولورادو.

ولكن ترامب حقق أيضًا في الشهر ذاته عدة انتصارات على منافسيه في الانتخابات التمهيدية الذين انسحب بعضهم، وتمكن من الحصول على عدد كافٍ من المندوبين ليصبح المرشح الجمهوري الرسمي للرئاسة، كما هو الحال بالنسبة لبايدن الذي فاز أيضًا على منافسيه، وأصبح المرشح الرسمي للديمقراطيين.

دونالد ترامب

كان ترامب يواجه العديد من القضايا الأخرى، على رأسها قضية الحصانة الرئاسية، التي تم بدء النظر فيها في أبريل، مما كان مؤشرًا على أن التهم المتعلقة بمحاولاته لقلب نتائج انتخابات 2020 لن يتم رفضها ويمكن سجنه فيها.

أيضًا أدانت هيئة محلفين في نيويورك ترامب في جميع التهم الجنائية البالغ عددها 34 تهمة بتزوير السجلات التجارية، وهي الإدانة التي جعلته يحقق إنجازًا تاريخيًا يتمثل في أنه أصبح أول رئيس أمريكي يُدان بارتكاب جريمة.

كما واجه بايدن أجواءً صعبة داخل المحاكم أثرت على شعبيته، عندما تمت إدانة نجله هانتر بارتكاب ثلاث تهم جنائية تتعلق بحيازة سلاح ناري أثناء تعاطي المخدرات، وذلك كونها أول محاكمة من نوعها تتعلق بابن رئيس أمريكي متواجد في السلطة.

في لحظة محورية في خضم الصراع الرئاسي المشتعل، واجه بايدن وترامب بعضهما البعض في أول مناظرة رئاسية بينهما، وخلال المناظرة واجه بايدن صعوبة في الإجابة وفشل في تقديم أداء قوي، على عكس ترامب.

هاريس حاولت إنقاذ الديمقراطيين

دفع أداؤه الديمقراطيين في الكونجرس إلى مطالبته بالانسحاب من السباق، وتعرض لعاصفة ضغط كبيرة، حاول بحسب الشبكة الأمريكية الوقوف أمامها، ولكنه في النهاية بعد 25 يومًا استجاب للديمقراطيين، وانسحب في نهاية مأساوية لحملته الانتخابية، التي قادتها بدلًا منه نائبته كامالا هاريس.

وتعرض ترامب بعد ذلك في يوليو لإطلاق نار في بنسلفانيا خلال تجمع انتخابي بعد حوالي ست دقائق من إلقائه كلمته، أصابت رصاصة أذنه، مما أدى إلى نقله على الفور من على خشبة المسرح إلى المستشفى، وقُتل مطلق النار، توماس كروكس، على يد جهاز الخدمة السرية.

حققت هاريس إنجازًا تاريخيًا بقبولها ترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس، وبوقوفها على المسرح كأول امرأة تُنتخب نائبة لرئيس الولايات المتحدة، أصبحت هاريس أول امرأة سوداء وجنوب آسيوية يتم ترشيحها لرئاسة الحزب الرئيسي.

محاولة اغتيال ترامب الثانية

تعرض ترامب لمحاولة اغتيال أخرى في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا، عندما كان يلعب جولف بالقرب من منزله، ولكن رصد أحد عملاء الخدمة السرية للمشتبه به يختبئ في الشجيرات خارج الملعب أنقذه من المحاولة الثانية.

وفي نوفمبر وجه الجمهوريون ضربة قوية للديمقراطيين، حيث حقق ترامب انتصارًا كبيرًا على كامالا هاريس، وتمكن من الحصول على الأصوات اللازمة ليصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، كما تمكنوا من الاستحواذ على الأغلبية في مجلسي الكونجرس الأمريكي.

وفي الأخير، لم تكن بداية 2024 مثل نهايته على الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تحول كل شيء رأسًا على عقب، واستحوذ الجمهوريون على كل شيء تاركين الديمقراطيين في تخبط وفشل ذريع على المستويات كافة.

ومن المنتظر أن يتولى ترامب، الذي عكف خلال الفترة الماضية على اختيار أعضاء إدارته الجديدة، منصبه في 20 يناير المقبل، ليبدأ مدته التي تمتد لأربع سنوات حتى عام 2028.