أكد عمر عبدالوهاب محمد العيسى، كاتب وناقد دولي ومحلل سياسي سعودي، ‏ان حالة من الهلع والهيستيريا أصابت الحوثي المدعوم إيرانيًا دفعته لإطلاق صواريخه ومسيراته المفخخة بالجملة نحو المملكة بعدما أثخنت فيه قوات التحالف العربي بقيادة السعودية وأسقطت في مأرب لوحدها فقط أكثر من 2000 قتيل حوثي في الأيام الماضية. 

وقال العيسي في تصريحات خاصة  ل " صدي البلد" أن معركة مأرب هي عربية قومية ضد إيران الصفوية حيث يضغط الحوثي على المناطق الجبلية المتاخمة لليمن لكون طبيعتها الجغرافية تسانده إضافة لسعيه بإطالة أمد الحرب حتى يصل للحل السلمي والتفاوض، وأنعشه إلغاء تصنيف الحوثيين كإرهابيين وأصبح دعم إيران لهم علنيًا بعد تسلم بايدن لرئاسة أمريكا. 

وأضاف : كلما اقتربت السعودية من هزيمة الحوثيين أو نفذت عملية عسكرية ضدهم خرجت الأمم المتحدة مطالبة بوقف إطلاق النار بينما المملكة لا تستهدف سوى مصادر التهديدات وترد على هجمات الحوثيين وفي إطار القوانين الدولية. 

كما أوجب  على المجتمع الدولي ومجلس الأمن التحرك الفعلي لوضع حد لإرهاب الحوثي ذراع إيران وإنقاذ اليمن من براثنهم. 

وتابع: لا زال الحوثي مستمرًا بإطلاق صواريخ باليستية ومسيرات وطائرات مفخخة إيرانية الصنع بطريقة ممنهجة ومتعمدة مركزًا على مدينة خميس مشيط الواقعة بقلب عسير وهي المدينه الأولى في الجنوب والأكبر مساحةً والأكثر سكانًا والذي يتجاوز تعدادهم النصف مليون نسمة وتصنف رابع مدن المملكة تجاريًا وتعتبر المركز التجاري للمنطقة وفيها أكبر وأشهر الأسواق التجارية وكانت ولا زالت مدينةً زراعيةً من الدرجة الأولى نسبةً لموقعها على ضفاف ثلاثة أودية كبيرة وهامة وهي: وادي بيشة ووادي تندحة ووادي عتود وفيها العديد من الألوية العسكرية الضخمة والمهمة والمشاركة في عملية عاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل. 

واستطرد : وتعتبر من أهم المدن ذات المواقع الاستراتيجية والجامعة لعدة منشآت حيوية ومدنية وعسكرية وتعليمية وصحية واقتصادية وشركات ومؤسسات كبرى ومن المدن السياحية بالمملكة وهي حلقة وصلٍ بين الشمال والجنوب مما يجعلها هدفًا مقصودًا من الحوثيين وساعدهم قرب المسافة بينهم حيث أن نقطة المنتصف الجغرافية بين خميس مشيط وصعدة هي 93,26 km وأقصر مسافة (خط جوي) بين خميس مشيط وصعدة هي 186,52 km. وأقصر مسافة (خط جوي) بين خميس مشيط وصنعاء هي 363,10 km. وأقصر مسار بين خميس مشيط وصنعاء هي 475,36 km وفقًا لمخطط المسار، ويعمد الحوثي لإلحاق أكبر قدر من الأضرار والخسائر المتشظية عبر هجماته الهمجية مثل استهداف مساكن المواطنين والمقيمين وترويعهم وضرب الاقتصاد والمنشآت المدنية والعسكرية والمدن السياحية. 

واردف : ويوجد في خميس مشيط قاعدة الملك فيصل العسكرية وقاعدة الملك خالد الجوية وتتقصد الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران لاستهداف الأعيان المدنية والعسكرية في خميس مشيط ولاحتوائها أيضًا على مدينة صناعية تشرف عليها وزارة الصناعة والثروة المعدنية وتوجد بها مشاريع صناعية كبيرة ومصانع أخرى مثل مصانع المرطبات ومصانع الألبان ومصانع الألمنيوم والحديد والنجارة وصناعة مواد البناء ومصانع البلك الفخاري ومصانع الأثاث والديكور والثلاجات كما توجد منطقة صناعية بها الكثير من الحرف والصناعات الخفيفة، ولضمها كذلك لمنشئات تعليمية حكومية مثل جامعة الملك خالد والكلية التقنية للبنات والأكاديمية الدولية للعلوم الصحية وكلية التقنية بالمدينة العسكرية كما تعد خدمات الرعاية الصحية في مدينة خميس مشيط الأكثر تميزًا في منطقة عسير. 

ويتابع بقوله : كما تضم عددًا من المستوصفات والمستشفيات الحكومية والخاصة التي تقدم خدمات طبية متخصصة ورعاية شاملة لسكان المحافظة وزوراها من المواطنين والمقيمين وأبرز المستشفيات الحكومية: مستشفى خميس مشيط العام ومستشفى النساء والولادة ومستشفى القوات المسلحة بالجنوب ومستشفى الملك فيصل للولادة - المدينة العسكرية، ومن مستشفيات القطاع الخاص: المستشفى السعودي الألماني ومستشفى الدكتور غسان ومستشفى الدكتور عبدالله آل مزهر ومجمع الدكتور عبد السلام الطبي ومستشفى الحياة الوطني ومجمع تداوي الطبي ومستشفى رعايتي ومجمع الثمال الطبي، وتتميز خميس مشيط بأنها مركز تجاري وقام بها أكبر الأسواق الأسبوعية يوم الخميس ويوجد بها فروع لجميع الشركات التجارية والمؤسسات واتسعت بها الأسواق التخصصية في مجالات متعددة. 

وزاد بقوله : وتعتبر من المدن النشيطة جدًا في الحركة التجارية وذلك للكثافة السكانية وكثرة رواد المدينة مما يجعل العدو الحوثي يستهدفها لإلحاق أضرار انشطارية عدة ساعيًا لتحقيق نصرًا معنويًا وليرفع بها معنويات جنوده المنهارة لإطالة أمد الحرب و إثبات وجوده ليتمكن مع إيران من عقد صفقات سياسية أو خروجه بحلول سلمية توقف الحرب بدلًا من هزيمتهم الساحقة عسكريًا أو استسلامهم أمام قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. 

واستكمل : وبالنسبة لمن يسأل عن المطلوب لإنهاء ما تقوم به ميلشيا الحوثي الإرهابية بحق السعودية وشعبها!؟ فالجواب أنه لا طلبات لمحتل إيراني لأراضي يمنية عربية، ولا لميليشيات حوثية انقلابية على الشرعية اليمنية، ولا لمعتد أثيم على الشعب اليمني قبل عدوانه على الشعب السعودي، 

وأشار الي ان الحوثيين مجرد ميليشيا إرهابية مدعومة إيرانيًا وليسوا ندًا للمملكة لتحاورهم أو تتفق معهم ولا قادة لدولة ولا كيان سياسي معترف به وليسوا أهلًا للسلم ولا للمواثيق الدولية مع أي طرف كان. 

وأتم تصريحاته قائلا :  وأخيرًا يجب إعادة الحق لأهله عبر تحرير اليمن وإنقاذ شعبه وهو ما تسعى له المملكة ومن أجله ضحت بالدماء والمال والعتاد مع تقديمها لخدمات جليلة إنسانية في اليمن عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.